"ضرب وتشرميل ثم تهديد بالقتل"؛ هكذا عاشت "زينب" خمس سنوات من حياة الزوجية؛ إذ كان يعتدي عليها زوجها بالضرب والجرح بطريقة بشعة، راسما على وجهها خريطة "التشرميل". لم يجد زوج "زينب"، أم لطفلين، من وسيلة لحل مشاكله الزوجية إلا الاعتداء على زوجته وتشويه وجهها بواسطة شفرة حلاقة، مما تطلب 33 غرزة لتقطيب جرحها، ثم تهديدها بالقتل. وبحسب الوثائق الطبية التي اطلعت عليها هسبريس، فقد تعرضت السيدة للاعتداء على مستوى وجهها ويدها أمام أنظار طفليها، بعدما طلبت منه الالتزام لدى المصالح الأمنية بالكف عن الاعتداء عليها؛ الأمر الذي لم يستسغه فانتقم منها بتلك الطريقة الشنيعة. وتتوفر زينب على شهادة طبية تثبت عجزا لمدة 35 يوما. وكشفت المعتدى عليها أنّ مطالبتها بالكف عن الاعتداء الجسدي عليها، دفع زوجها إلى "شرملتها" بشفرة حلاقة، وقالت في حديث لهسبريس: "طالما كان يتهمني بالخيانة الزوجية، وكنت دائما آخذه معي إلى البيوت التي أشتغل فيها خادمة، وبعدها أوقفني عن العمل رغم أنّه عاطل، ناهيك عن الاعتداءات المتكررة والضرب الذي أتعرض له بشكل مستمر". وتابعت المتحدثة: "لم يتوقف يوما عن الاعتداء عليّ طيلة سنوات الزواج، وكنت أمنحه مورد رزقي الذي أجنيه من العمل خادمة في البيوت، إلى أن طلب مني التوقف عن العمل والانتقال إلى العيش في البادية"، مضيفة: "في مقابل ذلك، طلبت منه أن يلتزم لدى المصالح الأمنية بعدم الاعتداء علي في البادية، حيث لا يوجد لا أهل ولا عائلة تنقذني من قسوته، فوافق". وبنبرة حزن، أكملت: "جمعت أغراضي للانتقال إلى المكان الذي حدده، فإذا به يهاجمني في الخلاء ويسقطني أرضا، ثم يقوم بتشويه وجهي بشفرة حلاقة وتهديدي بمحاولة القتل ويلوذ بالفرار عندما لاحظ قدوم أحد الأشخاص". وختمت "زينب" حديثها لهسبريس بالقول: "لن أسامح في حقي، ولن أكف عن المطالبة بجبر الأضرار التي ألحقها بي بعد تشويه وجهي".