تم نقل جثتي السيدتين إلهام وسعاد، اللتين لقيتا مصرعهما صباح اليوم بمعبر "ترخال 2" بالحدود مع ثغر سبتة المحتل، نحو مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بمدينة الفنيدق، قبل أن يتم نقلهما مرة أخرى إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان بغية إخضاعهما للتشريح الطبي بأمر من النيابة العامة المختصة. ووفق ما أوردته صحيفة "إلفارو دي ثيوتا" الإسبانية، فإن "الضحيتين فارقتا الحياة بسبب حالة الازدحام والتدافع الكبير بين ممتهني التهريب المعيشي بالجانب المغربي من المعبر الحدودي الفاصل"، مشيرة إلى أن ست نساء لقين حتفهن مند افتتاح ممر "ترخال 2" في شهر فبراير من السنة الماضية. وتبعا للمصدر ذاته، فإن التدابير الأمنية التي اتخذتها السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية غير فعالة، ولم تستطع إيقاف المأساة الإنسانية التي يتعرض لها حمالو السلع المهربة بشكل متكرر، لاسيما أن العشرات أصيبوا أيضا بجروح متفاوتة الخطورة بسبب حالات الفوضى التي تعم المكان في أغلب الأوقات. وأضاف أن السلطات الأمنية المغربية أمرت بفتح تحقيق لتوضيح الأسباب الكامنة وراء هذه الحادثة المأساوية، رغم أنه لم يتم التعرف بعد على مستجدات وفاة امرأة أخرى بالمعبر ذاته شهر مارس الماضي، فيما أعرب ألفونسو داستيس، وزير الخارجية الإسباني، عن أسفه جراء حادثة وفاة المواطنتين المغربيتين. وقال المسؤول الحكومي الإسباني ذاته، في تصريح لوكالة الأنباء "أوروبا بريس"، إن الوضع القائم بمعبر سبتة الحدودي غير مرض، وأنه يتعين على مدريد والرباط اتخاذ إجراءات عاجلة بغية تحسينه، في الوقت الذي حمل حزب "المواطنون" الإسباني المسؤولية الكاملة للمغرب، مضيفا أنه "يتعين عليه اتخاذ تدابير لمنع وقوع المآسي". حري بالذكر أن فيدرالية اتحاد أرباب العمل بمدينة سبتة السليبة كانت قد طالبت نهاية الأسبوع الماضي بالعمل على إيجاد حلول ناجعة لواقع معبري "ترخال1" و"ترخال 2" بغية تفادي حالات الإغلاق المتكرر الناتجة عن الفوضى، التي تعيشها المنطقة بين الفينة والأخرى، وضمان عملية مرور سلسة للأشخاص والعربات.