لم تمض سوى شهور قليلة على الإنجاز القاري التاريخي للإطار الوطني الحسين عموتة، حتى وجد نفسه قد أقيل من تدريب فريق الوداد البيضاوي. ردّ فعل يعاكس كل ما عهدته الطبيعة البشرية من تكريم وتتويج لمن يحققون الإنجازات، أتى من رئيس الوداد سعيد الناصيري، الذي كان قد جدد ثقته في عموتة قبل أسابيع قليلة. لا يحتاج المرء كثيرا من الحكمة الكروية كي يدرك أنه لولا عموتة ونهجه التكتيكي لما استطاع الوداد أن يحرز تلك الكأس، التي زرعت الفرح في قلوب المغاربة أجمعين، والتي خولت للوداد المشاركة في بطولة العالم للأندية، بما فيها من مكاسب مادية عادت على خزينة الفريق بالخير العميم. كل هذا لم يشفع لعموتة لدى رئيس الوداد الذي – بدل أن يستثمر تلك الإنجازات في دعم الفريق – لم يقم بأي خطوة أو استثمار من أجل استقدام لاعبين من الطراز الرفيع، وألقى بشكل مباشر الجمرة الملتهبة في حِجر عموتة، مقيلاً إياه وكأنه فعلا هو من كان وراء انتكاسة القلعة الحمراء. ولعل هذه "الحركات" ليست بالجديدة على الناصيري، الذي سبق له أن استغنى عن الويلزي توشاك، الذي أحرز البطولة مع الوداد وأوصله إلى نصف نهاية دوري أبطال إفريقيا، كما استغنى عن المدرب الفرنسي دوسابر، الذي رحل عن الوداد وهو بطل للخريف. خطوات الناصيري لم تكن لتلقى من طرف عشاق الحمراء سوى الغضب وعدم الرضا ليهويَ بذلك ملتحقا بنادي النازلين بكل استحقاق.