على وقع الاحتفاء برُواد الركح التونسي، وتقييم حال "أب الفنون" في الوطن العربي، رفع مهرجان المسرح العربي، الذي نظمته الهيئة العامة للمسرح، بشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية التونسية، سِتار دورته العاشرة. وزير الشؤون الثقافية، محمد زين العابدين، قال في الكلمة الافتتاحية للمهرجان، التي احتضنها فضاء المسرح البلدي بالعاصمة التّونسية، إن "الجمهور تواق دائماً إلى تعبيرات تستجيب لما ينتظره من متعة الفن وأهمية السؤال"، مُبرزاً أنّ الأسئلة الحارقة والجريئة وحدها القادرة على التقدم بالمجتمع العربي نحو أفق أكثر إشراقا. وأضاف أن "الأنواع المسرحية المُختلفة التي يزدهي بها المهرجان، والمطارح الفِكرية العميقة التي تَحفل بها الندوات الفكرية، مناسبة راقية لخلق الاحتفال وزرع الأمل والمحبة بين المسرحيين العرب من أجل مسرح عربي دائم الإشعاع بمبدعيه". وأبرزَ الوزير التونسي، في كلمته، أنّ الحُرية الفكرية التي تنعم بها تُونس، اليوم، ما كان لها أنْ تتحقق لولا جُرأة المُبدعين، من نِساء ورجال المسرح، مؤكداً على الدور الذي لعبه "أب الفنون" في التنوير، وتفعيل قانون الفنان، وإعادة النّظر في التشريعات المتعلقة بالمهن المسرحية، وصياغة قوانين جديدة. من جهته، قال الأمين العام للهيئة العربية للمَسرح إسماعيل عبد الله، إنّ المهرجان تجَاوز المفردات والسنين عدداً، ليُصبح مؤتمراً حقيقياً، لا تتفاعل فيه الرؤى الفكرية والجمالية في العروض فقط، بل تتفاعل في منصات المؤتمر الفكري والبحث العلمي. وختم كلمته بالقول: "إنّها دورة للمجايلة بامتياز، مجايلة الأعمار والخبرات". وكرّم المهرجان عشرة مسرحيين، اعترافاً بعطائهم المُتواصل في الميدان المسرحي، ويتعلق الأمر بكل من دليلة مفتاحي وسعيدة الحامي وصباح بوزيتة وفاتحة المهداوي وفوزية ثابت والبحري الرحالي وأنور الشعافي وصلاح مصدق ومحمد نوير ونور الدين الورغي. إلى جانب ذلك، عرَف حفل الافتتاح عرض المسرحيتين التونسيتين "خوف" للمؤلفة جليلة بَكار والمخرج الفاضل الجعايبي، ومسرحية "الشمع" للمؤلف والمخرج جعفر القاسمي. وبلغ عدد العروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة 27 عرضا، منها 11 عرضا تتنافس على الفوز بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي (حاكم الشارقة) لأفضل عرض مسرحي عربي لسنة 2017 (المغرب، الجزائر، تونس، مصر، الأردن، سوريا، العراق، الإمارات والسعودية)، إلى جانب 11 عرضا آخر.