تلتئم الأسرة المسرحية العربية بتونس من 10 إلى 16 يناير 2018 في إطار الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح بتعاون مثمر وخلاق مع وزارة الشؤون الثقافية بالجمهورية التونسية، حيث يأتي المهرجان تنفيذا للاستراتيجية العربية لتنمية المسرح بالوطن العربي، ولتوجهات الهيئة التي سعت منذ انطلاقتها لتكون بيتاً يجمع المسرحيين العرب، منفتحاً على كافة المسرحيين متجاوزاً الجغرافيا، والاختلاف المنهجي و الفني، من خلال التعاون مع المسرحيين أفراداً وفرقاً وجماعات، كذا التعاون مع المنظمات المهنية و الفنية الأهلية، من نقابات و جمعيات و اتحادات، و في نفس االوقت الانفتاح على المؤسسات الرسمية، الوطنية والإقليمية والدولية، كما الحال مع منظمة أليكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) التي كانت شاهدة على ميلاد الهيئة العربية للمسرح عام 2008، مع منظمات دولية مثل اليونسكو و الهيئة الدولية للمسرح، كما هو الحال مع الفيدرالية الدولية للممثلين و الاتحاد الدولي للعرائس،حيث كانت الخطوات الأولى في هذا الاتجاه. يشارك في هذه التظاهرة ما يزيد عن ستمئة فنانة وفنان من مبدعين وباحثين ومؤطرين وإعلاميين وضيوف، يمثلون دول المغرب، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، مصر، السودان، الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، الإمارات، الكويت، البحرين، السعودية، سلطنة عمان، اليمن وتونس البلد المحتضن. بالإضافة إلى عدد من المسرحيين العرب بالمهجر من عدة دول أجنبية. ويتقدم هذه الكوكبة من المبدعين الفنان السوري فرحان بلبل، الذي سيلقي كلمة اليوم العربي للمسرح، الذي يصادف العاشر من يناير . تصل العروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة سبعة وعشرين عرضا، تتوزع بين العروض المتنافسة على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي لسنة 2017 وعددها أحد عشر عرضا، من المغرب، الجزائر، تونس، مصر، الأردن، سوريا، العراق، الإمارات والسعودية. أما عروض المهرجان فعددها أحد عشر عرضا أيضاً، من المغرب، تونس، الأردن، سوريا، لبنان، الكويت وعرضين لمهجريي العراق المقيمين في السويد، ومهجريي سوريا و فلسطين المقيمين في ألمانيا.هذا إلى جانب عرضين تونسيين يمثلان المسرح الهاوي، وثلاثة عروض للأطفال، من إنجاز المركز الوطني لفن العرائس الذي يحتفي بمرور 25 سنة على تأسيسه. يتميز المؤتمر الفكري لهذه الدورة بالتنافس المسبق بين مائة وإثنين وثلاثين باحثا وناقدا من مختلف أرجاء الوطن العربي، تم انتقاء إثنين وأربعين متدخلا منهم للتباحث، خلال ثماني جلسات فكرية حول محور “المسرح بين السلطة والمعرفة”، كما سيعرف المجال الفكري تنظيم ندوة حول المسرح الموريتاني بعنوان “المسرح الموريتاني اليوم و غداً“، انطلاقا من اهتمام و رعاية الهيئة الموجه للمسرح في موريتانيا منذ سنوات، و الذي توج أخيراً بورشة التجديد المسرحي التي استمرت قرابة الشهرين. هذا إلى جانب ندوة حول نص ” من قتل حمزة؟“ الذي تم تأليفه بشكل مشترك بين كاتبين عربيين، و قد ولد النص من رحم الدورة التاسعة للمهرجان التي عقدت في الجزائر يناير الماضي. وتشجيعا لدعم الكتاب وخاصة الشباب منهم في التأليف والبحث العلمي، نظمت الهيئة مسابقة تاليف النص المسرحي الموجه للكبار فاز بها ثلاثة مؤلفين من العراق، مصر وفلسطين ومثلها تأليف النص المسرحي الموجه للصغار، عادت لثلاثة كتاب من مصر، العراقوالجزائر، وسيتم تكريمهم خلال أنشطة المهرجان. كما تم إجراء مسابقة في البحث العلمي للشباب دون 35 سنة في محور “الخطاب المسرحي بين المخرج والمؤلف“ تأهل منهم خمسة، من المغرب و مصر والسودان، هذا وستعقد المرحلة النهائية لهذه المسابقة خلال ندوة محكمة ضمن المؤتمر الفكري، تحت إشراف أكاديميين متخصصين في المجال. كما سيلتقي المسرحيون العرب والجمهور التونسي مساء كل يوم، مع ندوات نقدية تطبيقية لمناقشة العروض المسرحية المتنافسة على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي للعام 2017، لإلقاء الضوء على مختلف جوانب ومكونات تلك العروض، و يتم الإعداد لهذه الندوات بشكل مسبق، من خلال اختيار المعقب النقدي، و تزويده بتسجيل كامل للعمل المسرحي وبياناته، قبل انطلق المهرجان بشهر تقريباً. وستشهد فضاءات المعهد العالي للفن المسرحي والمركز الوطني لفن العرائس أربع ورشات تكوينية في مجالات؛ الكوميديا ديلارتي وفن الأقنعة وفن المايم وفن العرائس. إلى جانب ورشة مخصصة للشباب العربي بالمسرح الوطني بتونس، وورشة لفائدة ناشئة الشارقة بفضاء تياترو، وورشة بمدينة الثقافة في تقنيات الإضاءةة لفائدة تقنيي مراكز الفنون الركحية بتونس. ويقام بهذه المناسبة معرض لمنشورات الهيئة العربية للمسرح والتي تقارب 200 مؤلفا ما بين إبداعات ودراسات وتراجم ووثائق. ستتميز هذه الدورة بحضور المسرح التونسي بقوة، من خلال سبعة عروض، ثلاثة منها بالمسابقة وأربعة في المهرجان، إلى جانب عرضين للهواة وثلاثة عروض لفن العرائس. كما ستفتتح بعرض “خوف” للفاضل الجعايبي، المسرح الوطني، وتختتم بعرض “ثلاثين و أنا حاير فيك” لتوفي.