تستعد مدينة تونس العاصمة، في الفترة من 10 يناير الجاري وإلى السادس عشر منه، لاحتضان فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي، الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بمشاركة أزيد من 25 عرضا وحوالي 600 مشارك من تسع دول هي المغرب والجزائروتونس ومصر والأردن وسوريا والعراق والإمارات والسعودية. وتشمل التظاهرة التي تحمل شعار «لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية 27 » عرضا، بينها 11 عرضا داخل المسابقة الرسمية ومثلها خارج المسابقة، إضافة إلى عرضين لمسرح الهواة وثلاثة عروض لمسرح العرائس. وقالت الهيئة، في ندوة صحفية أقيمت الجمعة بقاعة سينما الأفريكا بالعاصمة تونس، إن العروض المتنافسة على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي، تمثل تسع دول، وتتوزّع عروض المهرجان على خمسة مسارح في تونس العاصمة، أبرزها المسرح البلدي ومسرح الفن الرابع. وتنظم الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من إمارة الشارقة بالإمارات مقرا لها، المهرجان كل عام في بلد عربي مختلف منذ 2009 ، حيث احتضنت القاهرة الدورة الأولى منه، تلتها تونس، فبيروت، فعمان، فالدوحة، فالشارقة، فالرباط، فالكويت، فالجزائر،لتعود ثانية إلى تونس. ويشارك في المهرجان حوالي 600 فنان وباحث وناقد ومتخصص وإعلامي، ويلقي الكاتب والمخرج المسرحي السوري فرحان بلبل كلمة اليوم العربي للمسرح تحت عنوان «نريد أن نقفل مخافر الشرطة في عقول المبدعين »، والكلمة تلقى سنويا في افتتاح كل دورة. وتشمل أنشطة المهرجان إقامة ندوة فكرية يشارك فيها باحثون عبر ثماني جلسات تتناول موضوع «المسرح بين السلطة والمعرفة »، إضافة إلى ثماني ورش عمل تقام في المعهد العالي للفن المسرحي والمركز الوطني لفن العرائس. كما تصدر الهيئة العربية للمسرح خمسة كتب عن مسرحيين تونسيين بمناسبة هذه الدورة، وهي «الارتجال في المسرح التونسي » لرياض الحمدي، و «المسرح التونسي.. مسارات حداثة « لعبدالحليم المسعودي، و »خطاب الشخصية الهامشية في نصوص المسرح الجديد » لنسرين الدقداقي، و«مسرح العبث في تونس » ليسرى بن علي وأخيرا «الإخراج لمسرحي في تونس، حدود الائتلاف، حدود الاختلاف » لحمادي الوهايبي. وككل عام، ستكرم الدورة أسماء مسرحية، إذ وقع الاختيار هذا العام على عشرة مسرحيين تونسيين، وهي عادة تكريمات الهيئة التي دأبت منذ نشأتها على تكريم القامات المسرحية للبلد المستضيف. وأتت قائمة التكريمات التونسية لهذا العام مناصفة بين الذكور والغنات، خمس فنانات مسرحيات هن دليلة المفتاحي وسعيدة الحامي وفاتحة المهداوي وفوزية ثابت وصباح بوزويتة، أما المكرمون من الرجال فهم نورالدين الورغي وأنور الشعافي والبحري الرحالي ومحمد نويّر وصلاح مصدق. وتشارك سوريا في المسابقة الرسمية بمسرحية «هن » من إخراج آنا عكاشة، والجزائر بمسرحية «ما بقات هدرة » لمحمد شرشال، والإمارات ب «غصة عبور » لمحمد العامري، والمغرب ب »صولو » لمحمد الحر، ومصر ب «الجلسة » لمناضل عنتر، والسعودية ب «تشابك » لأحمد الأحمري، والعراق ب « رائحة الحرب » لعماد محمد والأردن ب «شواهد ليل » لخليل نصيرات، بينما تشارك تونس، البلد المنظّم، بثلاث مسرحيات وهي «الشمع » لجعفر القاسمي، و «الرهوط » لعماد المي و «فريدم هاوس » للشاذلي العرفاوي. وتشارك تونس أيضا خارج إطار المسابقة بأربع مسرحيات، وهي «خوف » للفاضل الجعايبي التي تفتتح المهرجان، و »ألهاكم التكاثر » لنجيب خلف الله، و »ثلاثين وأنا حاير فيك » لتوفيق الجبالي و »طوفان » لحافظ خليفة، في حين تشارك سوريا بمسرحيتين هما «اختطاف « لأيمن زيدان و »حضرة حرة » لمحمد ديبان، أما كل من المغرب والأردن ولبنان والكويت والعراق فتشارك بمسرحية واحدة لكل بلد. وكانت المسرحية المغربية «خريف » فازت بجائزة الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي لأفضل عمل مسرحي عربي التي أقيمت السنة الماضية في الجزائر، وقيمتها مائة ألف درهم إماراتي (حوالي 27 ألف دولار). ويتناول العرض، وهو من إخراج أسماء هوري وتأليف شقيقتها الراحلة فاطمة هوري، وبطولة فريدة بوعزاوي وسليمة مومني، قصة امرأة تصارع السرطان، وعلاقة المرأة بالرجل بعد اكتشاف هذا المرض وما يطرأ على هذه العلاقة، كما يسلط الضوء على الجسد المريض في المجتمع ونظرته إليه. ودارت فعاليات المهرجان بمدينتي وهران ومستغانم، بمشاركة أكثر من 33 عرضا مسرحيا، وتنافست على الجائزة حينها عروض من الجزائروتونس والمغرب ومصر والأردن والكويت والعراقوحملت الدورة اسم المسرحي الجزائري الراحل عزالدين مجوبي، الذي اغتيل عام 1995 .