افتتحت، مساء أمس السبت بإمارة الشارقة، فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان (أيام الشارقة المسرحية)، بمشاركة مسرحيين ونقاد من عدد من الدول العربية من بينها المغرب. وتميزت فقرات حفل الافتتاح، الذي حضره سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على الخصوص بعرض المسرحية المغربية (خريف) لفرقة (أنفاس). وسبق للعرض المسرحي (خريف)، وهو من تأليف فاطمة هوري، وإخراج أسماء الهوري، أن حاز على (جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي)، في إطار مهرجان المسرح العربي الذي نظم في يناير الماضي بالجزائر. ويسلط العرض المسرحي الضوء على حياة المريض بمرض السرطان ونظرة المجتمع له، من خلال حكاية امرأة تصاب بالورم الخبيث وتهتز علاقتها بالآخرين. وبهذه المناسبة، تسلمت المخرجة أسماء الهواري (جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي)، برسم سنة2017، كما تم تتويج الفنان الكويتي إبراهيم الصلال، بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الحادية عشرة، وتكريم الفنان الإماراتي ، حميد سمبيج، بوصفه شخصية مهرجان (أيام الشارقة المسرحية). وأكد سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال حفل الافتتاح، أن إمارة الشارقة احتضنت على مدار 27 سنة مهرجان (أيام الشارقة المسرحية) وكرمت رواد المسرح والمؤثرين فيه وساهمت في إخراج جيل مسرحي مدرك لأهمية دور مسرح يخاطب العقل والوجدان العربي والنفس البشرية وينقل قضايا المجتمع . وشدد على أن هناك أملا يتجدد في الجيل الجديد رغم ما يمر به العالم العربي من أيام وظروف صعبة، وأن جيل النشء سيسهم في نهضة المجتمعات ، مشيدا بدور المسرح الفعال في النهوض بالمجتمعات. وقال سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي إنه يتعين على المسرح العربي اليوم الأخذ بيد مبدعيه لنقل صورة صحيحة عن العالم العربي، خصوصا وأن للعقول العربية القدرة على الإبداع بدلا من استيراد النصوص المسرحية والأدبية. وتشهد فعاليات مهرجان (أيام الشارقة المسرحية)، عرض 13 عمل مسرحي، من بينها أربع مسرحيات لفرق إماراتية تتنافس على جوائز المهرجان ، فيما سيتم عرض عدد من الأعمال لفرق محلية أخرى على هامش المسابقة الرسمية. وتضم لجنة التحكيم كلا من جمال سالم (الإمارات)، ومحمد العوني (تونس)، وعصام بوخالد (لبنان) وعصام اليوسفي (المغرب) وعبد الله يوسف (البحرين). ويتضمن البرنامج الثقافي والفكري الموازي للمهرجان العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، والتي تتنوع ما بين ندوات وحلقات نقاشية وورشات تكوينية. ويشمل البرنامج تنظيم الملتقى الفكري المصاحب لهذه الدورة، تحت عنوان (المسرح والقيم)، بمشاركة مجموعة من الباحثين المسرحيين العرب، إلى جانب تظاهرة (ليلة وفاء) التي تستحضر السيرة الإبداعية الملهمة لأربعة مسرحيين عرب رحلوا أخيرا وهم الإماراتي عبد الله كتاب والكويتي فؤاد الشطي، والتونسي المنصف السويسي، والمصرية نهاد صليحة. كما يتضمن برنامج (أيام الشارقة المسرحية) ندوات فكرية، بمشاركة باحثين ونقاد وأساتذة جامعات والعديد من المخرجين والممثلين المسرحيين، تتطرق لقضايا (مؤرخو المسرح العربي.. أي دور.. أي تأثير)، و(تحديات مهنة المسرح.. عندما كنت ممثلا مبتدئا)، و(المسرح والالتزام.. رؤية المخرج بين الثابت والمتحول)، و(الإبداع والوجدان.. مسرحة قصص الحب بين الأمس واليوم)، و(إشكاليات البروفة المسرحية وإشراقاتها)، و(هل تطورت مناهج كليات ومعاهد المسرح العربية)، و(التمثيل المسرحي بين صورة الذات وقناع الشخصية).