بعد تسجيله لسبعة أصناف من التراث اللامادي، كان آخرَها رقصة تيسكيوين، قدم المغرب طلبا لإدراج فن الملحون ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو. الطلب الذي أعلن عنه محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، بمعيّة رئيس لجان تراث فن الملحون بأكاديمية المملكة، عباس الجيراري، في الملتقى التشاوري الوطني لتراث فنّ الملحون، هدفه حماية التراث الثقافي الوطني والمحافظة عليه، كما قال وزير الثقافة في كلمة بالمناسبة. وبعد الإعلان الرسمي عن طلب إدراج فنّ الملحون ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، أكّد الأعرج أنَّ وزارته ستواكب هذا الطلب إلى حين تفعيله، مضيفا أنّها "تسعى جاهدة إلى أن تشمل تدخلاتها كل مناحي الحياة الثقافية والتراثية، وكافة مناطق المغرب". وأبرز الأعرج أنّ فنّ الملحون المنبثق من وحي مكونات المجتمع ساهم في بناء الشخصية المغربية، من خلال تناوله لشتى مناحي الحياة التي تعكس تمثلات المجتمع المغربي ومسايرته للتطور التاريخي والثقافي عبر قرون، مضيفا أنّ هذا الفنّ الأصيل لا زال يساير تطور الحياة العصرية، ولم يتأثر بموجة العولمة، كما هو حال فنون تراثية أخرى. واعتبر وزير الثقافة والاتصال أنّ فنّ الملحون يساهم في ربط أواصر ووشائج العلاقات الاجتماعية وترسيخ التلاحم الاجتماعي؛ ما يجعله متوفرا على كل العناصر للاستجابة كليا لتعريف التراث الثقافي غير المادي كما ورد في اتفاقية اليونسكو لسنة 2003، المتعلقة بصون التراث الثقافي غير المادي، التي صادق عليها المغرب منذ 2006. من جهته، قال عباس الجيراري، إنَّ الملف الذي قدمته وزارة الثقافة وأكاديمية المملكة لإدراج فن الملحون ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، سيكون معزّزا بكثير من البحوث التي أنجزتها الجامعات المغربية. وتطرق الجيراري إلى العمل الذي قامت به أكاديمية المملكة للحفاظ على تراث فن الملحون، الذي يعود إلى أكثر من خمسة قرون، حيث قامت الأكاديمية بجمْع الدواوين ونشرها حماية لها من الضياع، وفضلا عن ذلك، تمّ تسجيل المُودّى من هذا الفنّ حتى لا يظلّ معرّضا للتحريف. وأكد الجيراري أنّ فن الملحون "هو تراث المغاربة قاطبة، ولا بد أن تكون له مكانته ضمن التراث الإنساني غير المادي، لأنه يتجاوز نطاق المغرب إلى غيره من البلدان، حيث يوجد في مختلف أقطار شمال إفريقيا وحتى في بعض الدول العربية".