تحولت مجموعة من الأزقة والشوارع والممرات والمسالك بعدد من الأحياء السكنية بمدينة خريبكة إلى برك مائية بأحجام وأشكال مختلفة، إثر تساقطات مطرية غزيرة عرفتها المنطقة؛ فيما لازالت الأوضاع مرشحة لهطول مزيد من المليمترات، حسب نشرة إنذارية صادرة عن مديرية الأرصاد الجوية. وفي جولة ببعض الأحياء السكنية في "عاصمة الفوسفاط" يلاحظ انتشار البرك المائية على طول شارع الشيخ ماء العينين، وأجزاء متفرقة من شارع الحسن الثاني، والأزقة المحيطة بالكلية المتعددة التخصصات، وأمام المتحف والإدارة المحلية للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة. وعرفت مجموعة من بالوعات تصريف مياه الأمطار انسدادا شبه تام، خاصة بالأحياء السكنية البيوت والقدس والأمل والحي الصناعي، ما أدى إلى تجمع المياه في ما يُشبه مسابح صغيرة؛ فيما تزداد المساحة التي تغطيها البرك شيئا فشيئا حسب غزارة الأمطار ومدّة استمرار هطولها. شرقي فيزادي، أحد متتبعي الشأن المحلي بخريبكة، ضرب مثالا بالحي السكني النهضة الواقع وسط المدينة، حيث أشار إلى أن شارعه القريب من حمام الشرادي "يحتوي عل حفر تصلح أن تُنعت بالتاريخية، إذ تتحول إلى برك مائية عميقة كلما حل فصل الشتاء أو هطلت تساقطات مهمة في أي وقت من السنة". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "البنية التحتية للمدينة، وخاصة ما يرتبط بشبكة تصريف مياه الأمطار، تعرف تراجعا سنة بعد أخرى"، مشددا على أن "بعض الأحياء السكنية، ومن بينها تجزئة المسيرة، لم تبلّط شوارعها منذ إنشائها سنة 1980، رغم ما تعرفه من انتشار للحفر وحاجتها للإصلاح". وأكّد فيزادي أن "شارع 16 نونبر يتحول إلى بركة مائية كبيرة تزيد من معاناة الراجلين، سواء من حيث صعوبة العبور وحاجتهم إلى أحذية بلاستيكية طويلة، أو من حيث تعرض ملابسهم للاتساخ الناتج عن مرور السيارات بمحاذاة الرصيف"، مشيرا إلى أن "الأشغال التي عرفتها بعض الشوارع خلفت وراءها حفرا كبيرة لازالت شاهدة على الوضع المزري إلى حدود الساعة".