تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت بمنطقة شرق أوروبا قضايا متنوعة، من بينها التعديل الحكومي المرتقب في بولونيا خلال الأسبوع القادم، ونتائج الزيارة التي قام بها الرئيس التركي لفرنسا، وانطلاق حملة جمع التوقيعات لدعم ترشيح فلاديمير بوتين للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقرار النمسا تخفيض حجم الإعانات الأسرية المرصودة للأطفال الذين يقيمون خارج البلاد، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "ناش دجينيك" أن التعديل الحكومي المعلن رسميا من طرف رئيس الوزراء الجديد ماتيوس مورافيسكي، والذي قد يشمل غالبية الحقائب الوزارية التي تشكل العمود الفقري للحكومة ،سيكون "المنطلق لتغيير المنهجية التي سارت عليها الحكومة في السابق ،خاصة ما يتعلق ببعض القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية والامنية المهمة ،وليس الجوهر". وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الجديد ،الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة السابقة ،" لا يمكن ان يلامس جوهر استراتيجية حزب (القانون والعدالة) ،الذي ينتمي إليه ، إلا أنه قد يكون ملزما بتغيير أسماء بعينها ،إما لدخولها سابقا في خلافات مع شخصيات نافذة في هرم السلطة ،أو بغية إعطاء نفس جديد لبعض القطاعات الحيوية ذات الاهمية الداخلية او الخارجية". ورأت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن التعديل الحكومي "قد يكون عاديا في نصف مشوار ولاية حكم حزب (القانون والعدالة)،الذي يتطلع الى كسب الاستحقاقات الانتخابية القادمة ،عبر إعطاء نفس جديد لقطاعات مهمة لها الأثر المباشر على واقع المجتمع ". واعتبرت أن "الأمر الثاني الذي يبرر التعديل الحكومي ،الذي لن يمس بعض الوزراء الحاليين خاصة منهم وزيرا الحزب الحليف "سوليدارنا بولسكا" حسب تصريح رئيس الوزراء البولوني نفسه ،هو سعي الحكومة البولونية لتغيير منهجيتها في ملامسة بعض القضايا ذات البعد القاري والدولي ،سواء في ارتباط مع الاتحاد الاوروبي أو الناتو أو الأممالمتحدة والمنتظمات الاقليمية" . صحيفة "أونيط" اعتبرت أن "التعديل الحكومي في حد ذاته ،ورغم أهميته ،لا يمكن أن يثير الاهتمام الكلي ،من منطلق أن المسألة التي يجب أن تثير الاهتمام هو برنامج الحكومة بعد التعديل ،ومن تم يمكن الحكم على ما هي الاضافة التي ستقدمها الحكومة الجديدة ". وأضافت أن "التعديل الحكومي المرتقب المهم فيه هو جوهر التغييرات ،التي يمكن أن يأتي بها على مستوى المضمون وليس الشكل ،لأنه وبغض النظر عن الأسماء التي ستشغل مناصب السلطة التنفيذية ،فالحزب الحاكم لن يفرط في برنامجه ومواقفه". وفي النمسا، ذكرت صحيفة (داي بريس) أن المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، أكد أمس الجمعة أن حكومة بلاده ،التي يشارك فيها حزب الحرية (اليمين المتطرف) تعتزم تخفيض حجم الإعانات الأسرية المرصودة للأطفال ،الذين يقيمون في بلد أجنبي، من خلال تحديد مقداره بناء على مستوى العيش في بلد الإقامة. ونقلت الصحيفة عن كورتز قوله "من غير العادل تخصيص وإرسال مبلغ شهري يعادل 300 أورو لطفلين يقيمان في رومانيا وليس في النمسا، أي ما يمثل تقريبا متوسط الدخل الشهري برومانيا". وأشارت الصحيفة إلى أن نائب المستشار النمساوي، هاينز كريستيان ستراتش، رئيس حزب الحرية العضو في الائتلاف الحكومي (اليمين المتطرف) أعرب في تصريح له عن أمله في أن "يستقر طالبو اللجوء فى الثكنات وأن لا تبقى مسألة متابعة أوضاعهم حكرا على المنظمات غير الحكومية، كما هو حاصل الآن". من جانبها، أكدت صحيفة (دير ستاندار) أن الانتقادات السياسية ،التي وجهها ستيف بانون الذي شغل في السابق منصب كبير مخططي الاستراتيجيات السياسية لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمحيط الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب، من شأنها أن تؤثر سلبا على مستقبل هذه الإدارة وتسبب لها العديد من المتاعب داخل البلاد وخارجها. وفي روسيا، أفادت صحيفة (أرغومينتي إي فاكتي) أن حملة جمع التوقيعات لدعم ترشيح الرئيس الروسي الحالى فلاديمير بوتين للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 مارس المقبل انطلقت أمس الجميع بمدينة خاباروفسك، الواقعة بأقصى شرق البلاد. وأضافت الصحيفة ،نقلا عن القائمين على الحملة، أن المتطوعين بدأوا التواصل مع سكان خاباروفسك والمناطق المجاورة لها بغية جمع التوقيعات اللازمة، مشيرة إلى أن الحملة ستشمل في وقت لاحق مدنا ومناطق روسية أخرى كموسكو وسيفاستوبول وشبه جزيرة القرم والشيشان وأوسيتيا الشمالية ولينينغراد وأومسك وتومسك وكالوجا وكالينينغراد، إضافة إلى سفيردلوفسك وأوليانوفسك. وأشارت الصحيفة إلى أن فلاديمير بوتين قدم في 27 دجنبر الماضي أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية إلى لجنة الانتخابات المركزية التي وافقت على طلب ترشحه وسمحت له بفتح حساب مصرفي انتخابي خاص، كما ينص على ذلك القانون المعمول به في روسيا. وفي موضوع آخر، أبرزت صحيفة (إزفيستيا) تأكيد الرئيس التنفيذي لشركة "غازبروم" الروسية ، أليكسي ميلر، أن الشركة تمكنت حتى الآن من إنجاز أزيد من 700 كلم من القسم البحري من خط أنابيب الغاز "السيل التركي" الذي ينتظر أن يبلغ طوله نحو 1100 كلم، ويتيح تصدير الغاز الروسي إلى الأسواق التركية والأوروبية. ونقلت عنه قوله أن عملية إنجاز هذا المشروع التي انطلقت في 7 ماي 2017 متواصلة إلى الآن وستنجز على مرحلتين، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن إنجاز خطين لأنابيب نقل الغاز، أحدهما لتلبية احتياجات تركيا من الغاز الطبيعي، والثاني لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، تبلغ سعة كل واحد منهما نحو 75ر15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي. وفي تركيا، ذكرت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أن أنقرة تعتبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي "هدفا استراتيجيا"، مشيرة، في المقابل، إلى أنه "لم يتم إحراز أي تقدم يذكر، بهذا الخصوص، خلال السنوات الأخيرة لأسباب عديدة". ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين قوله "تحذونا الرغبة في تجاوز المشاكل العالقة وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع بلدان الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أن مسلسل انضمام بلاده إلى الاتحاد انطلق سنة 2005، وتم تجميده سنة 2007 بسبب معارضة ألمانيا وفرنسا واعتراض كل من اليونان وقبرص". وأضافت الصحيفة أنه من أجل تسريع وتيرة انضمامها للاتحاد، يتعين على تركيا أن تبدأ مفاوضات تشمل مجموعة من القضايا السياسية الأساسية وتتضمن القيام بجملة من الإصلاحات في عدة قطاعات، إضافة إلى اعتماد المعايير الأوروبية. من جهتها، كتبت صحيفة (دايلي صباح) أن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس أردوغان لفرنسا، أمس الجمعة، والتي تعد الأولى من نوعها للخارج سنة 2018، شكلت مناسبة للتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود لتطوير علاقات تركيا مع شركائها الأوروبيين من خلال تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والعسكرية بين الجانبين. وأضافت الصحيفة أن هذه الزيارة تميزت بخطوة مهمة لتعزيز جهود تركيا الرامية إلى تحسين وتطوير نظامها الدفاعي، حيث وقعت وكالة الصناعات الدفاعية التركية اتفاقية مع شركة يوروسام الفرنسية - الإيطالية لإنتاج منظومة دفاع جوي وصاروخي. وأشارت اليومية إلى أنه، بموجب هذه الاتفاقية، ستبدأ "يوروسام" والشركات التركية المختصة بأعمال البحث عن منظمة تستند إلى نظام الدفاع الجوي الأوروبي، لتحديد الاحتياجات المشتركة بين الدول الثلاث، كما سيتعزز التعاون بين الجانبين في مجال الأنظمة الإلكترونية العسكرية، والبرمجيات ومعدات الاتصالات، وكذا في ما يتعلق بمجال أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والتكنولوجي.