شلل تامّ يُنتظر أن يعرفه عمل الأطر التقنية المكلفة بسلامة الملاحة الجوية في مختلف مطارات المغرب، ابتداء من اليوم الخميس وإلى غاية الخميس القادم، بعد إعلانهم خوض إضراب عن العمل احتجاجا على عدم استجابة إدارة المكتب الوطني للمطارات لمطالبهم. وحالت رحلة جويّة ملكية يُرتقب أن تتمّ اليوم دون تعميم الإضراب عن العمل من أجل ضمان حُسْن سير التنقل الذي سيقوم به الملك محمد السادس، حسب إفادة للتجاني عبد الجبار، الكاتب العام للمكتب الوطني لتقنيي سلامة الملاحة الجوية، استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية. وقال المتحدث إنّ باقي المطارات غير المعنية بالرحلة الجوية الملكية تشهد إضرابا شاملا عن العمل يخوضه تقنيو سلامة الملاحة الجوية، الذين يتولّون مهمّة صيانة المُعدّات المتعلقة بالمراقبة، والإشراف على التواصل بين المراقبين وربابنة الطائرات. ويتضمّن الملف المطلبي الذي رفعه المكتب الوطني لتقنيي سلامة الملاحة الجوية إلى المدير العام للمكتب الوطني للمطارات جُملة من المطالب، على رأسها تفعيل تعليمات سبق أن وجّهها الملك إلى وزارة النقل سنة 1990، تخصّ وحدة النظام الأساسي لتقنيي ومراقبي الملاحة الجوية. هذه التعليمات، حسب التجاني عبد الجبار، لم يتمّ تنفيذها على النحو المطلوب، "إذ منح المدير العام للمكتب الوطني للمطارات زيادات مهولة، بيْنما أهْمل الأطر التقنية للسلامة الجوية"، على حدّ تعبيره، مضيفا: "مضمون الرسالة الملكية كان واضحا، وهو الحفاظ على التوازن بين التقنيين والمراقبين". من جهة ثانية، دقَّ المكتب الوطني لتقنيي سلامة الملاحة الجوية، التابع لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، ناقوس الخطر بشأن النقص الحادّ في الأطر التقنية لسلامة الملاحة الجوية، سواء من حيث العدد، أو على مستوى التأهيل، وهو ما يشكّل خطرا على سلامة الملاحة الجوية. وحسب ما تضمّنه الملف المطلبي لتقنيي سلامة الملاحة الجوية، فإنّ المخطط الإستراتيجي للمكتب الوطني للمطارات، الخاص ب2011-2016، في الشق المتعلق بتكوين 116 إطارا تقنيا لسلامة الملاحة الجوية عرف تعثرا كبيرا، إذ لم يتمّ تكوين سوى 64 إطارا تقنيا. وحسب المصدر ذاته، فإنّ النقص الحادّ الحاصل في عدد أطر تقنيي سلامة الملاحة الجوية بالمغرب "يهدّد بشكل جدّي سلامة الملاحة الجوية"، كما أدّى إلى عدم استغلال أنظمة معالجة المعطيات الرادارية بالمراكز الجهوية بكل من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وطنجة وفاس ووجدة. وقال التجاني عبد الجبار في هذا الإطار إنَّ النقص الحاد في الأطر التقنية لسلامة الملاحة الجوية، وضعف التكوين المقدم لهم، راجع إلى غياب إستراتيجية واضحة لدى المكتب الوطني للمطارات، وتفاقم هذا الوضع مع استفادة عدد كبير من الأطر التقنية من المغادرة الطوعية. وأردف المتحدث ذاته بأنَّ نقص عدد تقنيي سلامة الملاحة الجوية لا يشكل فقط خطرا على سلامة مطارات المملكة، بل يؤدّي إلى ضياع الملايير من السنتيمات، بسبب عدم استغلال المعدّات الخاصة بمعالجة المعطيات الرادارية، والتي كلّفت ملايير السنتيمات. وتخوض الأطر التقنية لسلامة الملاحة الجوية وقفة احتجاجية في مركز المراقبة الجوية في النواصر، تليها وقفة أخرى، قال التجاني عبد الجبار إنَّها يتعرف مشاركة التقنيين القادمين من مختلف الجهات، بالمحطة الثانية في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وموازاة مع الإضراب العام الذي أعلنه تقنيو سلامة الملاحة الجوية، أعلن المكتب النقابي الممثل لهم تخصيص عدد منهم من أجل تأمين سلامة الملاحة الجوية أثناء التنقلات الملكية وحالات الإجلاء لأسباب صحية وكذا حالات الطوارئ، تاركين الباب مواربا للحوار. وقال التجاني عبد الجبار: "نحن مستعدون للحوار، ويجب على المدير أن ينزل ليتحاور معنا".