موازاة مع النقاش الجاري في المغرب حول إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر، وتزايد ضغط مكوّنات الحركة الأمازيغية على الحكومة لتحقيق هذا المطلب، أعلن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، عن إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية مدفوعة الأجر. فهل سيُشكّل القرار الجزائري ضغطا على المغرب للمضيّ في الاتجاه نفسه؟ "كنا نتمنى أنْ يتمّ تتويج الاعتراف بالمكوّن الأمازيغي في دستور 2011 بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر، لكن ذلك لم يتحقّق للأسف، ونعتقد أنَّ القرار الذي اتخذته الجزائر سيُعتبر تتويجا لنضال الحركة الأمازيغية، ليس في الجزائر فقط، بل في شمال إفريقيا عامة"، يقول الباحث في الشأن الأمازيغي رشيد الحاحي. ويأتي إقرار الجزائر رأس السنة الأمازيغية عطلة مدفوعة الأجر، وهو القرار الذي أعلن عنه الرئيس الجزائري في اجتماع وزاري، الأربعاء، في وقت تسود فيه خيبة أمَل وسط أمازيغ المغرب، بعد الرد الذي قدمه محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، جوابا على سؤال طرحه حزب التجمع الوطني للأحرار بهذا الخصوص. وزير الوظيفية العمومية اكتفى بالقول: "لدينا ما يكفي، فنحن لدينا دستور، وهناك إرساء المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وكذا مشروع القانون التنظيمي لإدماج الأمازيغية في التعليم وفي الحياة العامة الذي يُمكن أن يطرح هذه الفكرة، التي ترتبط بالتقويم التقليدي أكثر مما ترتبط بالسنة". جواب الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية أثار عليه انتقادات حادّة من طرف نشطاء أمازيغ، وصلتْ إلى حدّ اتهامه ب"العنصرية"، بينما قال رشيد الحاجي: "لقدْ خيّبَ الوزير ظنّنا بعد الجواب الذي قدّمه في البرلمان"، مضيفا: "يجب على الحكومة أن تراجعَ رأيها وتحذو حذو الجزائر". وموازاة مع النقاش الدائر حول إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مؤدّى عنها في المغرب، أطلق ناشطون عريضة على موقع "أفاز"، موجهة إلى كل المواطنين المغاربة وإلى التنظيمات السياسية والحقوقية وهيئات المجتمع المدني، ترمي إلى جمْع مليون توقيع "قصد تفعيل هذا المطلب المشروع للشعب الأمازيغي"، كما جاء في تقديم العريضة. رشيد الحاجي اعتبر مطالب إقرار فاتح "إينّايْر" عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر "من المطالب الكبرى لكافة الأمازيغ"، نظرا لما يشكّله من رمزية ثقافية، وما له من أبعاد تاريخية، مضيفا: "الأمازيغية في حاجة إلى موعد زمني للاحتفاء بها، بعد ترسيمها في الدستور". واستطرد المتحدث ذاته: "كنا ننتظر أن يحظى المغرب بسبْق إقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر، لأنه متقدم على مستوى تكريس الحقوق اللغوية والثقافية في شمال إفريقيا، وكنا نتمنى أن يتحقق هذا المطلب ليكون تتويجا لهذا التقدم، لكنَّ هذا لم يحصل، للأسف".