باتت الخلافات داخل الحزب الاشتراكي الموحد، العضو في فدرالية اليسار الديمقراطي، تتفاقم على بُعد أسابيع قليلة من المؤتمر الذي سيختار خليفة لنبيلة منيب، الأمينة العامة الحالية. ومن المنتظر أن يعقد المؤتمر الرابع نهاية شهر يناير المقبل، بعدما كان مقرراً في نونبر الماضي، ليصل تأجيله إلى حوالي سنتين، لتزامنه مع الاستحقاقات الانتخابية المحلية والتشريعية. آخر المستجدات داخل الحزب اليساري الصغير الممثل داخل البرلمان بمقعدين همت إقدام مصطفى الشناوي، البرلماني باسم الفدرالية في مجلس النواب، على تقديم استقالته من المجلس الوطني لحزبه بسبب خلاف مع الأمينة العامة. وحسب ما علمته هسبريس فقد كان مقرراً أن يقدم الشناوي، الذي أنيطت به مهمة تنسيق اللجنة التقنية للإعداد للمؤتمر الرابع، تقريراً حول الاستعدادات خلال انعقاد المجلس الوطني للحزب نهاية الأسبوع الماضي، لكن منيب قاطعته، رافضة تقديمه للتقرير، ومعتبرة أنه ليس ضرورياً. هذا الأمر لم يتقبله البرلماني مصطفى الشناوي، ما جعله يبعث رسالة استقالته من المجلس الوطني للحزب، كرد فعل وتعبيراً عن غضبه من تعامل الأمينة العامة معه، والتي اعتبر أنها تجاوزت مؤسسات الحزب. ومقابل ذلك، تعيش قيادة الحزب وأعضاؤه على وقع خلاف بخصوص المؤتمر المقبل؛ في حين يعد الحسم في قرار الاندماج مع أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي قبل انتخابات 2021 أهم نقطة ضمن جدول أعماله. ويعتبر قرار الاندماج في حزب واحد، والذي سبق أن حسم فيه كل من حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي، من القضايا المفصلية في هذا المؤتمر، إضافة إلى اختيار خليفة لمنيب التي حصدت في السنوات الأخيرة انتقادات واسعة من طرف المقربين منها. وكانت الخلافات تفاقمت داخل المكتب السياسي الذي هجر عدد من الأعضاء اجتماعاته الدورية؛ فيما اختار آخرون تجميد عضويتهم، ولوح البعض الآخر بالاستقالة، وعلى رأسهم الأمين العام السابق محمد مجاهد. ويدعم تيار داخل الحزب قرار الاندماج مع أحزاب الفدرالية؛ فيما يعتبر تيار آخر يوجد ضمنه محمد الساسي ونبيلة منيب القرار متسرعاً، ويحبذون العمل على تقوية الحزب والاستفادة من التعاطف الذي كسبه خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة قبل أي اندماج. ويعول الحزب على هذا الاندماج المرتقب لحصد نتائج إيجابية في الانتخابات التشريعية سنة 2021 وتجاوز الحصيلة الهزيلة التي نالها في الانتخابات السابقة، إذ نال مقعدين برلمانيين بعدما كان يراهن على فريق برلماني كامل.