19 يناير, 2018 - 10:21:00 يواجه الحزب "الاشتراكي الموحد" (يساري معارض) خلال مؤتمره الوطني، الذي يبدأ اليوم الجمعة، تحديين بارزين، وهما: توحيد أحزاب اليسار، والعلاقة مع الإسلاميين، لاسيما حزب "العدالة والتنمية"، قائد الائتلاف الحكومي. وتحت شعار "دعم النضالات الشعبية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية"، يعقد الحزب، على مدى ثلاثة أيام، مؤتمره، الذي يعد الرابع له. وخلال المؤتمر يناقش المؤتمرون البرامج المؤطرة لأعمال الحزب في الفترة المقبلة، إضافة إلى انتخاب أمين عام جديد للحزب، أو تجديد انتخاب أمينته الحالية، نبيلة منيب. و"الاشتراكي الموحد" من أبرز الأحزاب اليسارية المعارضة، خاصة وأن الحزبين الآخرين البارزين يشاركان في الائتلاف الحكومي، وهما: "الاتحاد الاشتراكي" و"التقدم والاشتراكية". رؤى متباينة وقال المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، إن "موازين القوى ما بين التيارات داخل هذا الحزب محسومة لصالح تيار الأمينة العامة الحالية (نبيلة منيب)". وأضاف: "بغض النظر عن الانتقادات الموجهة إليها من طرف خصومها، فإنها أعطت للحزب أبعاداً سياسية، ومنحته نفساً جديداً". وعن التحديات أمام مؤتمر الحزب، اعتبر الشرقاوي أنها "ليست داخلية فقط". وتابع موضحا: "فهناك صراع له امتدادات خارجية تهم علاقة فيدرالية اليسار الديمقراطي، وأجندة اندماج أحزاب اليسار المكونة لهذا الائتلاف الحزبي". وشكل حزب "الاشتراكي الموحد" تحالفا سياسيا، خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2016، مع حزبين أخرين، هما: "الطليعة" و"المؤتمر الوطني الاتحادي"، أطلق عليه "فيدرالية اليسار". وقال الشرقاوي إن من بين التحديات "تاريخ تحول الأحزاب المكونة للفيدرالية إلى حزب واحد". ومضى قائلا إن "الأمينة العامة للحزب، نبيلة منيب، تتريث قبل الاندماج مع الحزبين الآخرين المشكللين للفيدرالية، إلى حين نضج التجربة السياسية، بينما ينادي بعض معارضيها بالاندماج على أقصى تقدير في عام 2020". وتحدث المحلل السياسي عن تحدٍ آخر أمام الحزب، وهو: "العلاقة مع الإسلاميين، وبهذا الشأن يوجد تياران داخل الحزب". وأوضح أن "التيار الأول هو ذلك التوجه الجذري المقاطع لأي علاقة مع الإسلاميين، بينما يقبل التيار الآخر علاقات سياسية من قبيل التناظر السياسي، وليس التحالف". واعتبر الشرقاوي أن "الحزب اليوم أمام امتحان لحسم موقفه من هذه النقطة الخلافية بين أعضائه". أسئلة ملحة بدوره، قال الباحث في الشؤون السياسية، رشيد لزرق، إن "العلاقة مع الإسلاميين أحد الأسئلة الملحة التي تطرح على يساريي المغرب". وأردف أن "من بين التحديات المطروحة أيضا على فيدرالية اليسار هي مسألة الانقسام الذي تعرفه أحزاب اليسار في المغرب". واعتبر أن "الأمر يستلزم رؤية واضحة ووضوح في المشروع لتجديد الخطاب السياسي، للتواصل مع فئات جديدة داخل المجتمع". حزب اليسار الكبير فيما قال عمر بلافريج، عضو مجلس النواب، عن "فيدرالية اليسار"، إن "الأمور تجري بشكل عادي وجيد داخل الحزب". وأضاف أن "هناك نقاش جاد ومسؤول بين مختلف المنتمين للحزب مع انعقاد المؤتمر الوطني الرابع". وعن أبرز أهداف المؤتمر، أجاب بلافريج: "نهدف إلى بناء حزب اليسار الكبير في المغرب، عبر لم شمل جميع الأحزاب التي تعرضت للانقسامات.. الطريق أمامنا طويلة، لكننا سنتجند لها". وحازت "فيدرالية اليسار" على اهتمام مثقفين وأكاديميين مغاربة، خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة، عام 2016، لكنها لم تحصد سوى مقعدين من أصل 395 مقعدا في مجلس النواب.