جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب بسبب تصريح لعمدة الرباط، محمد صديقي، تحدث فيه عن تجربة مدينة طوكيو التي خصصت حافلات خاصة بالنساء في "المترو"، كإجراء ضمن إجراءات أخرى لمحاربة العنف ضد النساء. واعتُبر هذا التصريح من طرف عدد من المعلقين المغاربة خطوة غير جيدة ولن تحل المشكل، بل إنها ستكرس التمييز وتحتكم إلى أيديولوجية تفرق بين الجنسين؛ فيما رأى آخرون أنها فكرة ممتازة ومعمول بها في عدد من مدن العالم، ومن شأنها توفير نقل خاص اختياري للمرأة خلال فترات الذروة. ولجأت ابتسام العزاوي، البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إلى وضع سؤال حول هذا الموضوع على وزير الداخلية في البرلمان، حيث اعتبرت أن الأمر "خطير ويضرب عرض الحائط كل المكتسبات الحقوقية والديمقراطية بالمغرب". وأثارت البرلمانية في سؤالها "استغراب الرأي العام المحلي والوطني من اعتزام تخصيص حافلات للنقل العمومي الحضري بشكل حصري للنساء بغاية الفصل بين الجنسين في وسائل النقل العمومية، بدعوى محاربة ظاهرة التحرش والعنف ضد النساء"، متسائلةً عن حقيقة هذا المشروع. وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال محمد صديقي، عمدة الرباط، إن حديثه عن الحافلات الوردية كان في إطار اختتام الحملة الوطنية ال15 لمحاربة العنف ضد النساء، التي تنظمها سنوياً وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، مبدياً اهتمامه بتجربة النقل الخاص بالنساء. وأضاف العمدة أنه جرى توقيع اتفاقية شراكة مع الوزارة، ستقوم بموجبها الجماعات المحلية بجهة الرباط بمجموعة من الإجراءات في اتجاه محاربة العنف ضد النساء؛ كما أشار إلى أن العاصمة ومراكش كانتا ضمن المدن العشرين على المستوى العالمي التي وقعت مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة اتفاقية بخصوص هذا الموضوع. ونفذت جماعة الرباط بموجب هذه الاتفاقية الموقعة مع المنظمة الأممية عدداً من الإجراءات، من ضمنها توفير الإنارة الكافية في الأماكن العمومية، وقال صديقي: "خلال اللقاء الختامي لحملة محاربة العنف ضد النساء أوردت تجربةً في طوكيو، حيث يتم استعمال المترو بشكل كبير، ولجأ المسؤولون هناك إلى تخصيص قاطرات باللون الوردي للنساء في أوقات الذروة". وأضاف عمدة العاصمة الرباط: "في طوكيو ليسوا مسلمين أو عربا، ومع ذلك خصصوا هذه القاطرات الخاصة بالنساء لتوفير جو من الأمان بعيداً عن الازدحام والاكتظاظ في أوقات الذروة، وهي عبارة عن قاطرات من ضمن أخرى في المترو". ويرى صديقي أنه لا مانع من استلهام مثل هذه التجربة كإجراء من ضمن إجراءات أخرى يمكن اعتمادها لمحاربة العنف ضد النساء في الفضاء العام بالرباط، وقال: "إن تم تخصيص قاطرة في الطرام بالرباط للنساء فما العيب في ذلك؟". يشار إلى أن الحملة الوطنية الخامسة عشرة لمحاربة العنف ضد النساء اختير شعار لها بعنوان "بلغوا عنه"، في دعوة إلى التبليغ عن مظاهر العنف التي تتعرض لها المرأة في النقل العمومي، وخصوصاً في الأوقات التي تعرف فيها خطوط النقل اكتظاظاً ملحوظاً.