انتقد مصطفى توتو، برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، حكومة سعد الدين العثماني بخصوص طريقة تعاملها مع ساكنة إقليمجرادة، التي لا تزال تعيش منذ ليلة الجمعة الماضية على وقع وفاة شابين داخل بئر لاستخراج الفحم. واعتبر توتو، البرلماني عن دائرة جرادة، في تصريح لهسبريس، أن الحكومة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى "بإيلاء أهمية قصوى للإقليم عبر تنفيذ برنامج تنموي مدر للشغل وإيجاد فرص شغل وبدائل حقيقية". وشدد البرلماني المعارض على أن إقليمجرادة يعاني من اتساع رقعة البطالة؛ إذ أضحى يعرف أكبر معدل فيها بنسبة 32 في المائة على مستوى جهة الشرق. ولم يقتصر البرلماني المنتمي لصفوف الأصالة والمعاصرة على هذا فحسب، بل شدد على أن حكومة العثماني ملزمة اليوم "بالبحث عن بدائل لفائدة السكان، وخاصة الشباب منهم؛ وذلك بالنظر إلى غياب فرص الشغل، لاسيما بعد إغلاق كل المناجم، وعلى رأسها مفاحم المغرب بجرادة". وأوضح المتحدث ضمن تصريحه أن جهة الشرق التي تنتمي إليها منطقة جرادة، "تعرف تسجيل أكبر معدل للبطالة مقارنة مع باقي جهات المملكة، وهو ما يستوجب الالتفات إلى هذه الجهة وساكنتها عبر توفير فرص الشغل". البرلماني نفسه اعتبر أن وفاة الشابين "دق لناقوس الخطر في الإقليم"، موردا أنه، بصفته نائبا برلمانيا، سبق له مساءلة الحكومة في هذا الجانب، خاصة وزارة الشغل والادماج المهني، التي يقودها محمد يتيم، حول "غياب أي اتفاقية للشغل مع الجهة؛ إذ لم توقع الوكالة الوطنية للتشغيل أي اتفاقية مع الشرق بينما لها اتفاقيات مع مختلف الجهات الأخرى". كما أكد أنه عمد إلى طلب دعم مالي يقدر بخمسة ملايين درهم من وزارة الداخلية من أجل تشغيل العمال الموسميين، وتم تقديم ملف لمصالح المديرية التي يوجد على رأسها الوالي خالد سفير، وجرى منح جماعة جرادة قبل أسابيع مبلغا يناهز 3 ملايين درهم مكّن من تشغيل 300 فرد، غير أنه شدد على أن "هذه الخطوات لا تكفي لوحدها، وإنما وجب تضافر الجهود من أجل إخراج المدينة وساكنتها من الوضع الذي تعيشه". كما انتقد البرلماني نفسه مصالح المكتب الوطني للكهرباء، الذي تحتج عليه الساكنة منذ أسابيع رافضة أداء الفواتير بسبب غلائها. وقال "البامي" توتو بهذا الخصوص: "قدمت في وقت سابق لمدير المكتب الوطني للكهرباء ملفا حول الوضع بالمدينة وعدم قدرة الساكنة على أداء الفواتير، غير أنه لم يتفاعل مع مطالب المواطنين". وعاشت مدينة جرادة حدادا يوم أمس الأحد، رافقه تنظيم السكان مسيرة احتجاجية صوب مقر العمالة عرفت ترديد شعارات تعبيرا عن سخطهم على الوضع الذي تعيشه المنطقة، ورفضهم دفن جثماني الضحيتين إلى حين تقديم وعود حقيقية ببدائل تخرج الشباب من العطالة والمنطقة من جو الاحتقان.