تناولت الصحف الصادرة ،اليوم الإثنين ،بمنطقة شرق أوروبا قضايا متنوعة، من بينها الجدل القائم بين موسكووواشنطن حول تسليح أوكرانيا، ودعم الحزب الحاكم في روسيا ترشح بوتين لخوض الانتخابات الرئاسية، وموقف النمسا من نظام حصص توزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي، والاتفاق بين تركياوروسيا على صفقة توريد أنظمة الدفاع الجوي الروسية، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن "احتجاج روسيا على الولاياتالمتحدةالأمريكية حول تسليح أوكرانيا لا يقوم على أسس واقعية ومنطقية ،لأن موسكو هي التي دفعت وأجبرت دول المنطقة ،ومنها بولونيا ،على تفعيل استراتيجياتها الدفاعية لتحصين أمنها وضمان التوازن الدفاعي ". واعتبرت أنه "كان على روسيا قبل الاحتجاج أن تقوم هي نفسها بمبادرات السلم بالمنطقة وخفض التسلح ،كما وكيفا ،في منطقة تعرف الكثير من المشاكل الأمنية ،بل وكانت لروسيا نفسها يد فيها ". ورأت صحيفة "نوفي ساش" أن "الصراع والسباق نحو التسلح في منطقة شرق أوروبا ،مبدئيا لن يفيد أي بلد من بلدان المنطقة ،إلا أن روسيا يجب أن تكون المثل في ضمان الأمن والاستقرار عوض أن تحتج على أوكرانيا ،بعد القرار الذي اتخذته واشنطن لتوفير الدعم العسكري لها ". وأضافت أن بولونيا "تؤيد تسليح أوكرانيا ودعمها عسكريا ،لأنها تعيش على قرع طبول الحرب مع روسيا منذ سنوات عديدة ،ولم تعدل روسيا عن استراتيجياتها الأمنية والرغبة في التسلح ،رغم إبرام الكثير من الاتفاقيات التي تلزم كل أطراف المنطقة بالابتعاد عن عسكرة المنطقة والتوقف عن دعم المسلحين ،ومن تم لا يحق لها أبدا الحديث عن أمور لا تفي بها هي شخصيا ". وأبرزت صحيفة "فبوليتيسي" أن "عدم استقرار منطقة شرق أوروبا أمنيا وسياسيا ليس في صالح أي بلد بالرغم من قوته العسكرية وإمكاناته الدفاعية ،وحتى إذا كانت نوايا روسيا حسنة في رفضها لعمليات تسليح جيرانها ،فإنها يجب أن تنطلق من نفسها وتقوم عمليا بذلك". وشددت الصحيفة البولونية على أنه "ليس من المنطقي أن تطالب روسيا الدول الأخرى بعدم التسلح ،في حين تقوم هي بعكس ذلك ،عبر تسليح الموالين لها في شرق أوكرانيا وضم أراضي أوكرانية (في إشارة الى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها سنة 2014) ،وإجراء مناورات عسكرية دورية على الحدود مع جيرانها"، معتبرة أنه "على الجميع أن يلتزم بشروط الأمن قولا وفعلا عوض التباكي دون وجه حق". وفي روسيا، كتبت صحيفة (روسيا هيرالد) أن حزب "روسيا الموحدة" الحاكم أعلن عن دعمهه الكبير للرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 مارس من سنة 2018. وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف جدد في كلمة خلال الاجتماع السنوي للحزب الحاكم، بصفته رئيسا للحزب، دعمه القوي لبوتين كمرشح للانتخابات الرئاسية الروسية، مؤكدا أن بوتين سيحظى بدعمنا "الآن وفي المستقبل". وقالت الصحيفة إن بوتين الذي خاض انتخابات 2012 وفاز بها كمرشح لحزب "روسيا الموحدة"، أعلن ترشحه هذه المرة كمستقل وأعرب عن أمله في أن يحظى بدعم مختلف القوى السياسية من أحزاب ومنظمات للنهوض بروسيا وتحقيق تطلعات المواطنين الروس. من جهتها، توقفت صحيفة (إزفستيا) عند قرار واشنطن تزويد أوكرانيا بالأسلحة، معتبرة أن هذا القرار يمثل "خطوة تصعيدية ومن شأنه أن يتسبب في تأجيج الوضع بالمنطقة بشكل كبير". واعتبرت الصحيفة أن استلام أوكرانيا الأسلحة الجديدة قد يدفع الحكومة والقوات المسلحة الأوكرانية إلى اتخاذ قرارات متهورة وغير عقلانية، مشيرة إلى أن إقدام واشنطن على تزويد كييف بالأسلحة الفتاكة "يحولها من مراقب خارجي وصانع محتمل للسلام إلى طرف في النزاع المسلح بالدونباس". وفي تركيا، ذكرت صحيفة (الفجر الجديد) أن جميع النقاط العالقة في ما يتعلق بتوريد أنظمة الدفاع الجوي الروسية (إس 400) إلى تركيا تم حلها، وأن عملية التسليم ستتم في متم سنة 2019 أو بداية سنة 2020. ونقلت عن فلاديمير كوجين، مستشار الرئيس الروسي لشؤون التعاون التقني العسكري، قوله إنه تم حل جميع النقاط العالقة حول تسليم أنظمة الدفاع الجوي (إس 400) ، موضحا أنه قد يتم التوقيع على العقد المبرم بين البلدين خلال الأيام المقبلة. من جهتها، أعلنت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أن الهيئة المكلفة بالصناعات الدفاعية ستكون تابعة بشكل مباشر للرئاسة التركية طبقا لمرسوم جديد حول حالة الطوارئ نشر أمس الأحد في الجريدة الرسمية. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (دايلي صباح) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على تزويد شركائه بسوريا بأسلحة بقيمة 393 مليون دولار بالرغم من المخاوف التي عبرت عنها تركيا بخصوص تزويد وحدات حماية الشعب، الميليشيات الكردية السورية التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني، بالأسلحة الثقيلة والآليات المدرعة. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي وقع يوم الإثنين الماضي على لائحة أعدتها وزارة الدفاع (البنتاغون) أي بعد 18 يوما من المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين الرئيس أردوغان التي قال فيها بصريح العبارة إنه "أعطى تعليماته لجنرالاته بعدم تزويد وحدات حماية الشعب بالأسلحة". وفي النمسا، أفادت صحيفة (دير ستاندار) أن المستشار النمساوي الجديد سيباستيان كورتز، الذي تولى منصبه منذ حوالي أسبوع، دعا أمس الأحد في تصريح للصحافة الألمانية إلى وضع نهاية للمحاولات "الفاشلة" لتطبيق نظام حصص لتوزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي. وذكرت الصحيفة أن كورتز اعتبر أن "إجبار الدول على قبول لاجئين غير مجد لأوروبا، وأن النقاش حول هذا الموضوع غير منطقي"، مشيرا إلى أن المهاجرين الذي يتوجهون لأوروبا "لا يريدون الذهاب إلى بلغاريا أو المجر، بل تكمن رغبتهم في الذهاب إلى ألمانيا أو النمسا أو السويد". وارتبطا بنفس الموضوع، ذكرت صحيفة (داي بريس) أن سيباستيان كورتز، أحد مهندسي إغلاق طريق البلقان عندما كان يشغل منصب وزير الشؤون الخارجية النمساوي، قال في نفس الخرجة الإعلامية إنه "بدلا من التوسع فيما وصفه بسياسة "فاشلة" فإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي دعم الجهود الرامية إلى مساعدة المهاجرين في بلادهم أو في الدول المجاورة، ربما عسكريا". ونقلت الصحيفة عنه قوله "لو كان ذلك غير ممكن، فيتعين حينئذ مساعدة المهاجرين في مناطق آمنة في القارة التي ينتمون إليها إليها، مسجلا ، أنه "يجب على الاتحاد الأوروبي دعم ذلك وربما تنظيمه ودعمه عسكريا"، وتساءلت أيضا عن نوعية الدعم العسكري الذي يقترحه المستشار النمساوي.