أشادت دول ومنظمات وشخصيات حول العالم، بإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروعا يرفض تغيير الوضع القانوني للقدس، واعتبروه بمثابة "صفعة" دولية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعتبر القدس "عاصمة لإسرائيل". وأقرت الأممالمتحدة في جلسة طارئة، الخميس، بأغلبية 128 صوتا، مشروع قرار قدمته تركيا واليمن، يؤكد اعتبار مسألة القدس من "قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وجاء تصويت الجمعية العامة، بعد أن استخدمت الولاياتالمتحدة الإثنين الماضي، حق النقض الفيتو، ضد مشروع قرار قدمته مصر لمجلس الأمن ويحذر من "التداعيات الخطيرة "للقرار الأمريكي ويطالب بإلغائه". وفي 6 ديسمبر، أعلن ترامب، اعتراف بلاده بالقدسالمحتلة عاصمةً مزعومةً لإسرائيل القائمة بقوة الاحتلال، والاستعداد لنقل السفارة الأمريكية إليها، وسط تنديد ورفض عربي ودولي واسعين. وتتزايد أهمية القرار - بحسب مراقبين - نظرا لأنه جاء رغم توجيه الإدارة الأمريكية، تهديدات علنية وتحذيرات شديدة اللهجة للدول التي تنوي التصويت لصالح القرار الأممي الذي يبطل إعلان ترامب الخاص بالقدس. وتفاوتت ردود الأفعال الدولية المؤيدة للقرار بين الترحيب والإشادة، وبين اعتباره "لطمة" لترامب، و"توبيخاً" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما قال البعض إنه "وحّد العالم لدعم القضية الفلسطينية العادلة". تركيا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هنأ كافة الدول التي صوتت لصالح مشروع القرار الرافض لتغيير وضع مدينة القدس، مؤكداً أن الأممالمتحدة أظهرت عدم شرعية الخطوة الأمريكية بشأن القدس أمام الرأي العام العالمي. وخاطب أردوغان واشنطن قائلاً "إسرائيل و5 أو 6 دول أخرى على شاكلتها، تقف إلى جانبكم، مقابل ذلك شاهدتم وقوف 128 دولة في وجهكم". منظمة التعاون الإسلامي "منظمة التعاون الإسلامي" رحّبت بالقرار "التاريخي"، واعتبرته "يجسد إجماعا دوليا على دعم الحقوق الفلسطينية وتثبيتها"، وقالت إنه يمثل "رفضا لأي محاولات غير شرعية من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني والسياسي للقدس". اتحاد علماء المسلمين الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، قال عبر تويتر، إنه "رغم التهديد والوعيد"، فإن 8 دول فقط صوتت إلى جانب أمريكا ضد مشروع قرار القدسبالأممالمتحدة. وقال إن "أمريكا العظمى عزلها ترامب عن العالم، فوقفت معها 8 دول فقط رغم التهديد والوعيد !". فيما قال نائب رئيس الاتحاد، أحمد الريسوني، إن تصويت الجمعية العامة لصالح قرار القدس "تعبير قوي عن دعم العالم للقضية الفلسطينية رغم تعرضها لضغوط وتهديد وابتزاز". الأزهر الشريف اعتبر الأزهر في بيان، أن التصويت الأممي "جاء معبرًا عن الإرادة الدولية الرافضة للقرار الأمريكي المجحف والباطل تجاه القدس، وحتمية إلغائه لكونه يتصادم مع القانون الدولي ويخالف الضمير العالمي وحقوق الإنسان". روسيا خلال اتصال هاتفي، رحب الرئيس التركي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بنتيجة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبإظهارها عدم قانونية قرار أمريكا تجاه القدس. وأشار الزعيمان إلى أهمية الالتزام بقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي، فيما يتعلق بقضية القدس التي تحمل أهمية كبيرة من حيث السلام والاستقرار في المنطقة. أمريكا المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، نهاد عوض، أشاد في تصريح له، بتضامن العالم حول قضية القدس في الجمعية العمومية بالأممالمتحدة، وقال إن "إدارة ترامب تلقت، الخميس، درسا في الدبلوماسية". باكستان رحبت قوى سياسية باكستانية، ب"انتصارالعالم للقدس"، وقالت وزيرة الخارجية تهمينا جانجوا، في تصريح لها، إن "باكستان تواصل دعمها لإخواننا وأخواتنا الفلسطينيين". فيما أيّد نواب البرلمان الباكستاني، قرار بلادهم "الشجاع" بالتصويت ضد قرار ترامب باعتباره "لاغ وباطل وفاقد الشرعية". إندونيسيا أرماناثا ناصر، المتحدث باسم الخارجية الإندونيسية، قال في تصريح له، إن بلاده، باعتبارها أحد الدول الداعمة للقرار، "تحث جميع الأطراف إلى دعم الاستقلال الفلسطيني"، مشيرا أن "تبني القرار الأممي أظهر أن غالبية العالم يساندون القضية الفلسطينية". فلسطين قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن "القرار يعبر مجددا عن وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق الفلسطيني، ولم يمنعه التهديد والابتزاز من مخالفة قرارات الشرعية الدولية". فيما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في تصريحات متلفزة، إن القرار بشأن القدس الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الخميس، "يعني أن إعلان ترامب لاغ وباطل". بدورها، اعتبرت حركة "حماس"، في بيان، قرار القدس "ينسف" إعلان ترامب، الاعتراف بالمدينةالمحتلة عاصمة لإسرائيل. وقال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن القدس، "انتصار للحق والعدل والتاريخ". ورأت حركة "فتح"، في التصويت "صفعة" للرئيس الأميركي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فيما اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي"، القرار "صفعة على وجه أمريكا وإسرائيل". بدوره، فيما وصف الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، "الرفض الواسع" في الأممالمتحدة، لقرار ترامب، بأنه "صفعة قوية من المجتمع الدولي للإدارة الأمريكية". من جانبه، قال المجلس الوطني الفلسطيني، في بيان، إن العالم انتصر مرة أخرى لفلسطين وعاصمتها القدس بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار بشأن المدينة. قطر اعتبر وزير خارجية قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، التصويت الأممي، "إنصافٌا" للقضية الفلسطينية. الأردن اعتبر الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في بيان، قرار القدس، "يجسّد إرادة الشرعية الدولية بتأكيد عدم قانونية أي إجراء يستهدف تغيير الوضع القائم بالمدينة المقدسة أو يغير حقائق جديدة فيها". الجزائر عبد الرزاق مقري، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي)، في تغريدة على تويتر، قال إن الموقف الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمثابة "إذلال لترامب والكيان الإسرائيلي". لبنان قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، في بيان، إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن وضع مدينة القدسالمحتلة هو "انتصار للحق وشهادة لقضيتها". العراق رحبت الخارجية العراقية بإقرار المشروع، وقال المتحدث باسمها أحمد محجوب، إن "الخارجية تؤكد تصميم العراق على موقفه الثابت والمبدئي من فلسطينوالقدس، ودعوته العالم للوقوف بوجه محاولات النيل من المدينة المقدسة". اليمن اعتبر وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، أحمد عطية، للأناضول، تبني الأممالمتحدة، الخميس، قرارا يرفض تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس، بأنه "جاء مؤيداً للتوجه الإسلامي". ويتمسك الفلسطينيونبالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات المجتمع الدولي، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال إسرائيل للمدينة، عام 1967، ثم ضمها إليها، عام 1980، وإعلانها القدس الشرقية والغربية "عاصمة موحدة وأبدية" لها. -