قال عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن الشباب المغربي الموجود في المهجر يتم استهدافه كلما وقعت أحداث دموية؛ إذ "يعمد الإعلام الغربي في كل مرة إلى ترويج صور مغلوطة عن كفاءاتنا الموجودة خارج أرض الوطن". وخلال حديثه عشية اليوم الخميس خلال فعاليات الجامعة الشتوية المنظمة بمدينة إفران تحت شعار "العيش المشترك"، لفائدة 100 شاب وشابة من مختلف دول العالم، أكد بنعتيق أن "العالم اليوم يشهد تطورات متسارعة؛ وهو الأمر الذي يؤثر على بنية وأوضاع الجالية المغربية، خصوصا مع صعود المد المحافظ الذي يستغل قضايا الهجرة لتصفية حساباته السياسية في ظل عدم توفره على مقترحات ومشاريع ناجحة". وبلغة الأرقام، وبحسب منظمة التجارية الدولية، أوضح الوزير أن أزيد من 7 آلاف مغربي يعملون في مجال الطب في الخارج وينتشرون في كبريات المختبرات الدولية، وأزيد من 320 ألف شاب وشابة وصل تكوينهم حاليا إلى "باك + 5"، بالإضافة إلى ما يزيد عن 400 ألف مغربي يوجدون الآن في مواقع مسؤولية رفيعة المستوى. وأضاف بنعتيق في كلمته: "هذا رأسمال استثنائي ناجح وهبة من السماء"، ولفت إلى أن اللقاء يأتي في سياق تقوية هذا الرصيد الغني ليصبح قوة ضاربة لصالح المغرب، مؤكدا أن وزارته ستعمل ليل نهار للتجاوب مع انشغالات واحتياجات وانتظارات الأجيال الجديدة من مغاربة العالم. وخاطب وزير الجالية الحضور قائلاً: "إذا كانت المشاكل تعصف بالعديد من دول العالم، فأنتم هم الجواب على هذه التحديات، وعليكم الانخراط في كل المؤسسات القائمة لكي يكون لديكم ضغط إيجابي حتى نخرج من النظرة التقليدية التي يروج لها الإعلام في بلدان الاستقبال". في المقابل، أكد بنعتيق أن حضور الجالية المغربية في قارات العالم عرف نجاحات كبيرة واستثنائية، ودعا الكفاءات العالمية إلى مساعدة بلدها الأم الذي يشهد اليوم تطورات كبيرة، وقال في هذا الصدد: "نحن عابرون وأنتم القوة الأساسية غداً لحمل المشعل". وأشاد الوزير المنتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بمبادرة الجالية للدفاع عن ثوابت الأمة المغربية بكل تلقائية وبدون أي مقابل، خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضية الوحدة الترابية. ودعا بنعتيق الشباب الذين تفاعلوا مع مداخلته بشكل لافت إلى الانخراط في المشروع التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس بإرادة وتحدٍّ قويين، وخاطبهم: "أنتم مناعة هذا المشروع التنموي ووقوده واستمراريته والمسؤولية تتحملونها أيضاً غدا لتطوير مكتسبات الأجيال السابقة". بدوره، قال خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، إن المغرب في حاجة إلى استقطاب الكفاءات المغربية المنتشرة في الخارج، التي يمكن لها أن تساهم من مواقعها في خدمة بلادها عن طريق البحث العلمي. وأبرز أن خريجي الجامعات المغربية يندمجون بسلاسة وانسياب في مختلف الكليات والمعاهد الدولية التي يقصدونها بفضل التنوع الثقافي والسياسي واللغوي الذي تمتاز به بلادنا. ودعا الشباب إلى "تدبير الاختلاف حتى نتملك جميعاً العيش المشترك ونتفادى صراع الحضارات الذي يهدد العالم اليوم"، وفق تعبيره. وخلال هذا الحدث، جرى توقيع اتفاقيات شراكة بين الوزارة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ووزارة التعليم العالي، وأربع جامعات مغربية هي: جامعة ابن زهر بأكادير، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة مولاي سليمان ببني ملال، وجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. ويأتي توقيع الاتفاقيات، بحسب المنظمين، ضمن البرنامج الثقافي الجديد الذي أطلقته "وزارة بنعتيق" لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج "انطلاقا من تجربة الجامعات الصيفية التي دأبت على تنظيمها منذ 2009، حيث يعدّ البرنامج الجديد نموذجيا، لأنه يمكن من الوصول إلى أكبر عدد من الشباب المغاربة من مختلف بلدان العالم على امتداد السنة، ويمتد برنامج الجامعات الموسمية على خمس دورات: الجامعة الخريفية، والجامعة الشتوية، والجامعة الربيعية، وجامعتين صيفيتين، مما سيمكن من رفع عدد المستفيدين من 260 إلى أكثر من 500 شاب وشابة في السنة".