تناولت الصحف الصادرة اليوم الاثنين في منطقة شرق أوربا عددا من المواضيع من بينها الخلاف بين الأغلبية والمعارضة البولونية بعد مصادقة البرلمان على تشريعات تهم إصلاح القضاء وتشكيل الحكومة اليمينية في النمسا علاوة على قضايا أخرى سياسية واقتصادية. ففي بولونيا كتبت صحيفة (رزيشبوسبوليتا) أن مصادقة البرلمان بغرفتيه ،نهاية الأسبوع المنصرم، على القانونين المتعلقين بالمحكمة العليا والمجلس الوطني للقضاء "المثيرين للجدل ،ستفتح صفحة جديدة من الخلاف القانوني والسياسي بين المعارضة والأغلبية الحاكمة ،في انتظار الحسم الفاصل من رئيس البلاد ،إما باستعمال حق النقض أو التأشير عليهما". واستبعدت الصحيفة في هذا السياق "احتمال استعمال رئيس البلاد أندري دودا لحق النقض وعدم التأشير على التشريعات المعنية ،لسبب بسيط يتمثل في أن مشروعي القانونين تضمنتا تعديلات تقدم بها نفسه رئيس البلاد في شتنبر الماضي ،وصادق عليها البرلمان بغرفتيه بدون إدخال أية تغييرات ،و رفضت في الوقت ذاته اقتراحات المعارضة". ومن جهتها ،كتبت صحيفة (فيبورشا) أن "الأمل في إدخال تغييرات على القانونين ،الذين يندرجان في إطار إصلاح النظام القضائي قد تبخر بعد مصادقة غرفتي البرلمان البولوني دون قبول مقترحات المعارضة ،ومن تم سيدخل طرفا المشهد السياسي في بولونيا في خلاف جديد ومتجدد حول مدى شرعية قوانين إصلاح القضاء" . وأضافت أن "المعارضة البولونية مدعومة بمؤسسات الاتحاد الأوروبي لن تحيد عن مواقفها ،التي تعتبر أن إصلاح القضاء ،الذي تتبناه الحكومة اليمينية المحافظة ،يقوض سيادة القانون ومبدأ فصل السلطات في البلاد" . وفي المقابل ،اعتبرت صحيفة (غازيتا بولسكا) أن القانونين الذين صادقتا عليهما غرفتا البرلمان ،"تعكس وجهة نظر الحزب الحاكم واستراتيجيته في إصلاح مجال القضاء ،وهو ما يحق له سياسيا وقانونيا ويتماشى مع توجهاته السياسية وفلسفته في تدبير الشأن العام ،التي نال من أجلها دعم غالبية المواطنين البولونيين في الانتخابات التشريعية التي جرت سنة 2015". ورأت أنه "من المتوقع أن يصادق الرئيس البولوني أندري دودا على القانونين معا ،لأنه هو شخصيا من ساهم في صياغتهما ،كما أنهما يحملان بصمته الخاصة بعد تعديلات أدخلها فريق مستشاري الرئيس مباشرة بعد حق النقض الذي استعمله الرئيس في يوليوز ،والتي اعتبرها شخصيا (الرئيس) أنها متوازنة وتأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر المعارضة كما الأغلبية " وفي اليونان كتبت (إيثنوس) أن المزارعين بدؤوا نهاية الأسبوع الماضي في التجمع في مدينة لاريسا وسط اليونان للشروع في سلسلة جديدة من المظاهرات والاحتجاجات ضد سياسة الحكومة في النقص من المعاشات والرفع من مساهمات الصناديق الاجتماعية. وقالت الصحيفة إن المزارعين مصرون على النزول مرة أخرى لإغلاق الطرق السيارة والمنافذ الحدودية مثل ما وقع العام الماضي مستعملين الجرارات والآلات الفلاحية وهو ما تسبب في ارتباك كبير في الحركة الاقتصادية في البلاد. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن الحكومة وزعت خلال الأيام الأخيرة 727 مليون أورو على مليون و313 ألف أسرة يونانية أي ثلاثة ملايين و249 الف مستفيد كمنحة مساعدات اجتماعية لنهاية السنة للمساعدة في مواجهة تداعيات سياسة التقشف الصارمة التي تعرفها البلاد منذ عدة سنوات. وأضافت الصحيفة أن هذه المنحة صرفت باتفاق مع المانحين ومصدرها تأتى من المبالغ الزائدة التي حصلتها الحكومة فوق الفائض الأولي الخام للميزانية المحدد في قانون المالية. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم حزب الديمقراطية الجديدة اليميني أبرز أحزاب المعارضة قوله إن الحكومة فرضت ضرائب عالية على الطبقة الوسطى وتقوم حاليا بتوزيع هذه الأموال في مساعى يائسة لكسب أصوات في الانتخابات المقبلة المؤكد أنها ستنهزم فيها. في روسيا، كتبت صحيفة (إزفيستيا) أن دخول الرئيس المنتهية ولايته فلاديمير بوتين غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في مارس 2018 كمرشح مستقل شكل أحد أبرز مفاجأت المؤتمر السنوي الذي عقده يوم الخميس الماضي بموسكو. ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي دميتري أورلوف قوله إنه بالرغم من نية بوتين الترشح كمستقل للانتخابات فإنه، من دون شك، سيحظى بدعم قوي حيث تعتزم العديد من التنظيمات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك حزب روسيا الموحدة ، دعمه بشكل علني وقوي، للبقاء في منصبة خلال الفترة المقبلة. وارتباطا بهذا الموضوع، صرح الخبير الاقتصادي دميتري بادوفسكي للصحيفة أن المعارضة بعيدة جدا عن اللحاق ببوتين ومنافسته بسبب افتقارها لمشاريع ملموسة ومقترحات موضوعية من شأنها تطوير البلاد، معتبرا أن السلطات الروسية "مستعدة للإصغاء إلى تطلعات الشعب ومطالب إذا كانت تهم تحسين ظروف العيش والنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لكنها، في المقابل، تعتبر المطالب المنادية بتغيير النظام السياسي القائم في البلاد خطا احمر لا يمكن السكوت عنه". من جهتها، كتبت صحيفة (روسيا هيرالد) أن روسيا ومصر تعتزمان استئناف الرحلات الجوية بينهما بعد توقع دام سنتين، وأشارت إلى أن تم التوقيع يوم الجمعة الماضي على اتفاقية للتعاون بشأن أمن الطيران المدني التي تتضمن الإطار القانونى الذى يسمح ببدء الإجراءات التحضيرية اللازمة لاستئناف الرحلات الجوية بين موسكووالقاهرة. وذكرت الصحيفة أن العمل بهذه الاتفاقية التي وقعها بموسكو كل من وزير النقل الروسى مكسيم سوكولوف ووزير الطيران المدنى المصري، شريف فتحى، سيبدأ بعد 30 يوميا، مشيرة إلى أن الرحلات ستستأنف أولا إلى مطار القاهرة الدولى، ومن ثم تعود تدريجيا إلى مطارات المنتجعات السياحية مثل شرم الشيخ، والغردقة، على ساحل البحر الأحمر. وتابعت الصحيفة أن الناقل الجوي المصري (مصر لطيران) يخطط لإجراء رحلتين إلى ثلاث رحلات أسبوعيا إلى موسكو، ويعتزم إجراء محادثات في هذا الشأن مع هيئة الطيران الروسية للاتفاق على عدد الرحلات المبرمجة وتوقيتها. وفي تركيا كتبت (ديلي صباح) أن الرئيس أردوغان دعا مجلس الأمن الدولي والامم المتحدة الى تحمل مسؤولياتهما تجاه القدس بعد القرار الامريكي الإعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لاسرائيل. ونقلت عنه الصحيفة قوله إن بلاده ستفتح قريبا سفارتها في القدس الشرقية التي أعلنتها منظمة التعاون الاسلامي عاصمة لفلسطين قائلا"سبق وأعلنا أن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وحاليا يمثل قنصليتنا العامة فيها سفير، ولكن إن شاء الله اقترب اليوم الذي سنفتتح فيه بشكل رسمي سفارة إلى جانب القنصلية“. صحيفة (ستار) كتبت من جانبها أنه وكما كان الحال قبل قرن من الزمن يسعى البعض لخلق الفتن الطائفية بين الإخوة في العالم الاسلامي وبينما يتقاتل المسلمون يستفيد من الوضع الفصائل الارهابية وإسرائيل. ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله إن بلاده تتخذ الخطوات اللازمة واحدة تلو الأخرى من أجل إجهاض المؤامرة الرامية لإعادة تشكيل المنطقة مضيفا أن الحوادث التي تجري في محيط تركيا ليست بمعزل عن بعضها البعض. وقالت الصحيفة إن "هناك قوى تسعى لإعادة تشكيل هذه المنطقة العريقة التي تضم تركيا، بمساعدة بعض أنظمتها فيما تلعب المنظمات الإرهابية الدور الأكثر دموية في هذه اللعبة المتوحشة التي كشفناها واتخذنا خطوات لإجهاضها“. وفي النمسا كتبت (دير ستاندار) أن تركيا انتقدت يوم الأحد برنامج الحكومة الائتلافية النمساويةالجديدة بين اليمين المحافظ واليمين المتطرف والتي عبرت عن رفضها انضمام تركيا للاتحاد الأوربي. وقالت الصحيفة إن وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي عمر جليك انتقد ما تضمنه برنامج الحكومة الجديدة في النمسا من التحضير لمطالبة الاتحاد الأوروبي بقطع المفاوضات مع تركيا وقال إن الأحزاب اليمينية التي توافقت على تأسيس الحكومة في النمسا، افتتحت عملها بمهاجمة القيم الديمقراطية …أحزاب تمتلك عقلية يمينية راديكالية ومتطرفة، بدأت عملها بالبحث عن حلفاء في أوروبا من أجل قطع المفاوضات مع تركيا. وأضافت الصحيفة أن الخارجية التركية وصفت برنامج الحكومة الجديدة في النمسا، بال "مؤسف" و"قصير النظر“ كما استنكرت الخارجية التركية لغة البرنامج الجديد للحكومة النمساوية، مشيرة إلى أنها "غير لائقة" وتخرج عن إطار الآداب السياسية والأعراف الدبلوماسية. صحيفة (كورير) ذكرت من جانبها أن قادة الاحزاب اليمينية في أوربا ومن بينهم مارين لوبين رئيسة الجبهة الوطنية في فرنسا وغييرت ويلديرز رئيس الحزب الهولندي للحريات المجتمعون يوم السبت في براغ أشادوا بالحدث التاريخي لتشكيل حكومة يمينية في النمسا مع وصول حزب الحرية المتطرف لهانز كريستيان شتراش للسلطة والذي سيصبح نائبا للمستشار فيما حصل حزبه على ستة حقائب وزارية ثلاثة منها كبيرة هي الداخلية والخارجية والدفاع.