تناولت صحف شرق أوروبا الصادرة اليوم الخميس بالخصوص تجاهل أنقرة للتحذيرات التي بعث بها الجانب الروسي حول تورط مواطنين روس في تفجيرات مطار أتاتورك باسطنبول وامكانية إحياء مشروع خط أنابيب الغاز ستريم التركي الروسي بفضل التقارب بين أنقرةوموسكو وقمة حلف شمال الاطلسي التي ستنعقد في وارسو. ففي روسيا ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا " أن الكرملين أكد أنه إذا كان مواطنون روس متورطين فعلا في تفجيرات مطار أتاتورك باسطنبول، فإن ذلك حصل بسبب تجاهل أنقرة للتحذيرات التي بعث بها الجانب الروسي . ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء، إنه لا تتوفر حتى الآن أي معلومات موثوقة عن تورط مواطنين روس في تدبير الهجوم الإرهابي الدموي الذي وقع في مطار أتاتورك و الذي أسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة نحو 240 آخرين . واضافت الصحيفة أن بيسكوف في تعليقه على سلسلة الاعتقالات التي شنها الأمن التركي إثر التفجيرات، والتي استهدفت مواطنين منحدرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولاسيما من روسيا، أشار الى أنه منذ سنوات طويلة كان الجانب الروسي يقدم عبر مختلف القنوات، بما في ذلك القنوات التابعة للاستخبارات، للشركاء الأتراك والأوروبيين، معلومات تؤكد أن أشخاصا مشتبه بهم في التورط بجرائم إرهابية وفي النية للانضمام إلى جماعات إرهابية، يحظون بالمأوى والحماية في أراضي تركيا وعدد من الدول الأوروبية ". ودعا بيسكوف ، تضيف الصحيفة إلى التعاون الأكثر كثافة في مجال محاربة الإرهاب مبرزا "إننا جميعنا معرضون لهذا الخطر، ولا يقدر أي من البلدان على التصدي للإرهاب اعتمادا على قدراته فقط ". وفي الشأن الاقتصادي ذكرت صحيفة "ازفيستيا " أن أسعار تذاكر الطيران إلى تركيا ارنفعت ، بشكل حاد، وصل إلى أكثر من الضعفين، عما كان عليه أثناء حظر موسكو للرحلات السياحية إلى تركيا . وقالت الصحيفة أن شركات النقل الجوي سارعت لكسب المال من السياح الروس بعد رفع موسكو الحظر عن الرحلات السياحية ، إذ وصل الارتفاع في أسعار تذاكر الطيران إلى 2.6 مرة . وأفادت رابطة منظمي الرحلات السياحية من روسيا "أتور"، الأربعاء ، أن متوسط سعر تذاكر الرحلات " ، المتجهة من العاصمة الروسية موسكو إلى مدينة أنطاليا التركية، ارتفع بنسبة 75.6 بالمائة. وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد صادق، الخميس الماضي، على مرسوم يوعز للحكومة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لإلغاء الحظر المفروض على رحلات الطيران غير المنتظمة "تشارتر" من وإلى تركيا . وفي تركيا، ذكرت "ديلي الصباح" أن مشروع خط أنابيب الغاز ستريم التركي الروسي يمكن احياؤه وذلك بفضل التقارب بين أنقرةوموسكو. وأضاف أن صفقة جديدة من التقارب الدبلوماسي بين تركيا وإسرائيل وروسيا ثلاث دول لها مصالح مشتركة في مجالات الطاقة سيكون له بالضرورة تأثير اقتصادي كبير، خاصة مع تسليم جدول أعمال هذا المشروع مشيرة في هذا الصدد الى أن مصادر روسية مقربة من الكرملين أعطت إشارات واضحة لاحياء المشروع. صحيفة "ستار" كتبت أنه مع ارتفاع درجة حرارة العلاقات بين موسكووأنقرة، ومشروع خط أنابيب الغاز ستريم التركي توريد الغاز الروسي إلى أوروبا الذي استعاد حظوظه للتنفيذ في الوقت الذي تريد موسكو بناء نورث ستريم الثاني، خط أنابيب آخر في شمال أوروبا،الذي يواجه معارضة من العديد من الدول الأوروبية. وبالنسبة لروسيا،تضيف الصحيفة فإنها وسيلة لإظهار المعارضين للمشروع نورث ستريم الثاني وليس من الضروري بالنسبة لها بحيث يمكنها استخدام موارد كثيرة من الغاز الطبيعي من خلال التيار التركي . وعلى صعيد آخر ، نقلت "يني شفق" عن الرئيس التركي قوله ، أن داعش "خنجر يخترق قلوب المسلمين "مشيرا إلى أن "من يدعم هذه المنظمة من خلال التعصب الطائفي أولأي سبب آخر يصبح شريك في نفس الخطيئة ." وأضاف أن هذا التنظيم الإرهابي، الذي يستغل الإسلام للتسبب في سفك دماء المسلمين، دفعت به الجرأة الى مهاجمة مسجد في المدينةالمنورة، ، معتبرا أن أي طرف من شأنه أن يدعم "داعش" بحجة التعصب الطائفي أو غيرها من المطالبات شريك للمنظمة في جرائمها. وفي سياق متصل قالت "حرييت ديلي نيوز" أن الشرطة التركية بدأت في تدريب سائقي سيارات الأجرة على كيفية التعرف على سلوك مشبوه أو إرهابيين محتملين بعد التحقيق في التفجير الثلاثي على مطار اسطنبول ،مؤكدة أن الانتحاريين ذهبوا إلى هناك بواسطة سيارة الأجرة. وفي النمسا، ا ثارت صحيفة "كورير" " تصريحات المستشار النمساوي كريستيان كيرن، خلال مناقشة برلمانية الأربعاء خصصت لتأثير بركسيت ، معتبرة أن اقتصاد المملكة المتحدة سوف يتأثر بشدة من الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبخصوص التخلص من خيار "اوكزيت" (خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي)، لاحظ المستشار الديمقراطي الاجتماعي أن بركسيت هو إشارة إنذار الى تشجيع إصلاح الاتحاد الأوروبي لجعل اقتصاده أكثر جاذبية وازدهارا، وأقل مركزية سياسيا. وذكرت الصحيفة نقلا عن إيفا غلافيسشينغ ، زعيمة حزب الخضر، الذي حذر حزب الحرية النمساوي (أقصى اليمين) من اللعب بالنار، مشيرة إلى ادعائه المكشوف لاجراء استفتاء حول خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي. وفي المجال البرلماني ايضا ،أشارت صحيفة 'كلين تسايتونج' إلى أن المجلس الوطني (مجلس النواب) صادق الاربعاء على مشروع قانون قدمته الحكومة الاتحادية تفرض فيه إلزامية التعليم والتكوين حتى سن ال 18، وذلك لتقديم الشباب مزيدا من فرص التدريب والتوظيف، مبرزة أن هناك حوالي 16 الف من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 17 يعانون من الهدر المدرسي . وأضافت الصحيفة أن النص الذي صوت عليه بأغلبية الثلثين ،والذي فرضه الحزب الاجتماعي الديمقراطي، المحافظ وحزب الخضر، ينص على غرامات كبيرة ضد الآباء والأمهات الذين لا يمتثلون لهذا الشرط،والتي قد تصل الى ألف أورو. وفي بولندا، ركزت الصحف على قمة حلف شمال الاطلسي التي ستنعقد في وارسو (8 و 9 يوليوز)، وهي فرصة للبلاد لتعزيز أمنها في ضوء القرارات الهامة التي سيم تخاذها في هذا الاجتماع السنوي خاصة تلك المتعلقة بنشر كتيبة عسكرية على الاراضي البولندية. صحيفة "لا غازيت اليكتورال " لاحظت أن حقيقة منظمة حلف شمال الأطلسي تأكيد نشر قوات في بولندا هو في حد ذاته نجاح للبلد بقدر ما هي المرة الأولى التي يعي فيها "التاتو" ضرورة ضمان الأمن على الحدود الشرقية التي تواجه السياسة "العدوانية" من روسيا التي تسعى لتغيير الحدود في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، مشيرة الى أنها المرة الأولى التي تعزز فيها واشنطن تواجدها العسكري بدلا من خفضه في القارة العجوز. وقال معلق الصحيفة أن هذه نقطة إيجابية بالنسبة لوضع رئيس البيت الأبيض باراك أوباما ،الذي يستعد لترك منصبه وتدخله التاريخ كمصلح للناتو". وفي سياق متصل كتبت صحيفة "ريسبوبليكا" أن تعزيز الوجود العسكري للحلف الأطلسي في كل من بولندا وجمهوريات البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا واستونيا) الذي يسمى عادة الجهة الشرقية ، هي رسالة واضحة إلى الكرملين لأن التهديدات تأتي من روسيا عقب مشاركة موسكو في النزاع في أوكرانيا مع نشر ترسانة عسكرية هائلة في الجزء الشرقي للأوكرانيا دون أن ننسى ضم شبه جزيرة القرم التي تعتبرها موسكو جزء من أراضيها. وأوضحت الصحيفة أن روسيا تلقت الرسالة جيدا الآن وإن أي عدوان ضد أي من جيرانها سيؤدي في الساعات المقبلة الى رد فعل من الحلف الأطلسي. وحذرت الوثيقة أن "أي هجوم من قبل روسيا ضد عضو واحد للناتو سيجلب ردا من القوات المسلحة المرابطة في البلدان التي تشكل الجانب الشرقي، وأن ما حدث مع أوكرانيا في عام 2014 لم يعد اليوم ممكنا.