تتجدد معاناة سكان الدواوير النائية بجبال الأطلس مع كل موجة برد قارس، وهو ما يتسبب في كل موسم برد في عزل قرى كثيرة عن باقي المدن الكبرى، في ظل تعرض تلك القرى من المغرب المنسي للتهميش والإقصاء على جميع المستويات. ويواجه سكان الجبال، خصوصا بميدلت وتونفيت والأقاليم المجاورة لها، موجة برد كبيرة هذه الأيام، خاصة مع تساقط الثلوج بالجبال المحيطة بها؛ وهو ما يتسبب ليلا في انخفاض شديد في درجات الحرارة. وفي ظل هذا الانخفاض الشديد في درجات الحرارة هناك ومع انعدام وسائل التدفئة العصرية، يضطر السكان إلى التنقل لعدة كيلومترات باحثين عن الحطب بالغابات المجاورة لتدفئة أجسادهم وحمايتها من الموت. ويتكرر كابوس معاناة البحث عن حطب التدفئة بالأطلس؛ وهو ما يزكيه مصطفى فاعل جمعوي بمدينة تونفيت، التي تبعد عن ميدلت بحوالي 80 كيلومترا وتتوسط جبالا شاهقة من كل الجهات، في اتصال بهسبريس. وعرفت موجة البرد اشتدادا لافتا موسم الشتاء هذه السنة؛ وهو ما زاد من حدة القلق حول سلامة وصحة أطفالهم جراء غياب خدمات كفيلة بالقضاء على معاناتهم مع الأمراض المرافقة للبرد القارس، دون تسجيل أي تساقطات مطرية خلال الأيام الماضية. وفي السياق ذاته أكد الفاعل الجمعوي، في حديثه لهسبريس، أن "سكان كل من تونفيت وميدلت وإميلشيل تواجه موجة البرد بالمكوث داخل المنازل، والتدفئة بوسائل تقليدية بسيطة، كحطب أشجار التفاح التي تعرف بها المنطقة أو أشجار الصفصاف التي يتم جلبها من الغابات المجاورة"، لافتا إلى أن "السكان يقومون بجلب كميات كبيرة من الحطب الكفيل بعملية التدفئة التي لا يستغني عنها أي بيت في هذه الفترة. كما يقومون بتخزين المواد الغذائية لما يكفي لمدة طويلة مخافة انقطاع الطرق بسبب الثلوج وما يرافق ذلك من ارتفاع في أثمنتها". وتصبح تلك المناطق في هذا الفصل من السنة مثل سجن لسكانها، حيث يضطرهم ذلك الوضع إلى ملازمة منازلهم خوفا من أن يصابوا بالأمراض المرافقة لموجة البرد في ظل عدم وجود أدوية وأطر طبية ومعدات بالمستوصفات. وأشار المتحدث إلى أن درجات الحرارة ليلا تشهد انخفاضا شديدا المناطق سالفة الذكر مسجلة 4 درجات تحت الصفر وفي بعض الأحيان تصل إلى 8 تحت الصفر، كما أشارت هسبريس في تقارير سابقة صادرة عن المديرية الوطنية للأرصاد الجوية.