أورد نوفل شانا، طبيب عيون وناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحركات النسائية ساهمت في ما وصفه ب"بث الكراهية بين الرجل والمرأة"، مبتعدا عن الرأي الذي يقول إن هناك عنفا مقصودا ضد النساء؛ "لكن الحركات المدافعة عنهن بثت صراعا بين الجنسين بعدما كنا نشهد صراعا بين طبقات المجتمع فقط"، وفق تعبيره. شانا، الذي كان يتحدث في ندوة وطنية لمركز هسبريس للدراسات والإعلام حول "ظاهرة العنف ضد المرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، بشراكة مع وزارة التضامن والأسرة والمساواة والتنمية الاجتماعية، الجمعة بالرباط، تابع انتقاده للحركات المدنية والحقوقية النسائية بالقول إنها "تستعمل وسائل مستفزة مثل تعميم صورة معينة عن الرجل المغربي والتشديد على المظلومية الدائمة من طرف المغربيات". في سياق ذلك قال المتحدث إن هذا الواقع يدعمه أيضا "انحراف في استعمال القوانين، خاصة في ما يتعلق بقضايا التحرش والاغتصاب، حيث تنتفي قرينة البراءة في حق الرجال الذين يدانون بمجرد التبليغ عن هذه الجرائم، كما هو حاصل في دول غربية مثل أمريكا"، موضحا أنه "ليس هناك عنف ضد المرأة، بل هناك خلفية إيديولوجية تثير العنف، لأن الظاهرة حاصلة في المجتمع وليس فقط ضد المرأة"، على حد قوله. إلى ذلك يورد نوفل شانا أن المجتمع المغربي "مجتمع عنيف"، مضيفا أن هناك تمظهرات مختلفة للعنف في المملكة؛ "وهو ظاهرة تتفاقم وليست مقتصرة على المرأة"، من خلال "العنف الذي يمارسه الآباء والأساتذة على الأطفال، والعنف ضد الأجانب الأفارقة..."، مشيرا إلى أنه لا يمكن تجريم التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ "لأن مجمل التعبيرات تكون في بعض الأحيان سخرية ومزاحا ولا تعني بالضرورة عنفا"، وفق تعبيره. ويعتبر الشاب المغربي أن موقع "فيسبوك" بمثابة "أكبر دولة ديمقراطية في العالم منحت لمرتاديها حرية تعبير مطلقة"؛ كما اعتبره في الوقت ذاته "فضاء للباحثين من أجل فهم طريقة تفكير الشباب وميولاتهم واهتماماتهم"؛ على أن "تجريم الأفكار والتعبير عنها في هذا الفضاء أمر مرفوض". ويرى شانا أن العنف في مواقع التواصل الاجتماعي "طريقة للتواصل والتعبير عما يشعر به الشخص ودفاع عن النفس وإثبات للذات"، وأنه أيضا "غريزة وفطرة في الإنسان منذ نشأته، إلا أنه قام بتهذيبها مع تطور مراحله عبر الزمن، من خلال آليات كالدبلوماسية وغيرها"، مشيرا إلى أن "العنف يبقى تعبيرا في بعض الأحيان عن الإعاقة اللغوية التي قد يعاني منها الإنسان".