وأخيرا يسدل الستار على أيام استثنائية عاشتها بلدة بني بوعياش الواقعة في ضواحي مدينة الحسيمة، أيام تعدت العشرة لم تهدأ فيها الساكنة المتضامنة مع الأرملة التي وجدت نفسها فجأة في الشارع دون مأوى رفقة أبنائها الثلاثة منذ الجمعة 26 غشت ، تضامن الساكنة جاء بعد التعامل الفظ الذي استقبل به باشا المدينة المرأة المستجيرة حسب رواية هذه الأخيرة. المسيرات الاحتجاجية والاعتصام المفتوح الذي خاضه المحتجون رفقة الأسرة المتضررة أمام الباشوية، توج يوم الأحد الماضي 4 شتنبر بإضراب عام شل الحركة التجارية بالبلدة كشكل من أشكال التصعيد الذي توعد به المتضامنون مهددين بالمزيد في حال استمرار السلطات في تلكؤها و عدم استجابتها لمطالب الأسرة المشردة والمتمثلة في السكن اللائق والتطبيب المجاني . لذلك أسفر الحوار الذي أجرته اللجنة المكلفة بملف الأرملة المعتصمة رفقة أبنائها مساء اليوم الاثنين 05شتنبر مع المسؤولين على المستوى الإقليمي على تحقيق جميع مطالب المحتجين الذين ساندو الأسرة المعتصمة ، هذا وقد حصر أحد أعضاء لجنة الحوار في اتصال مع هسبريس هذه المطالب في : منح شقة للمرأة المعتصمة ، توفير التطبيب المجاني لأحد أبناء الأسرة الذي يحتاج لتدخل جراحي عاجل، بالإضافة إلى رحيل باشا المدينة الذي تسبب في تفجير الأزمة برمتها . ومباشرة بعد تسليم مفاتيح الشقة للأرملة المعتصمة نظمت الساكنة موكبا احتفاليا للمعتصمين في اتجاه الشقة التي ستصبح سكنا جديدا للأسرة المشردة ، وفي كلمة بالمناسبة أكد أحد أعضاء لجنة الحوار على ضرورة مواصلة النضال ضد المفسدين بالمدينة والمطالبة برحيل المجلس البلدي ومحاسبة كل المتورطين في نهب خيرات الساكنة وفتح تحقيق في كل الخروقات التي عرفتها بني بوعياش، كما أكد على ضرورة النضال من أجل ما أسماه معاقبة الجناة الذين اغتالوا خمسة شبان وحرقهم بالوكالة البنكية يوم 20 فبراير الماضي، وفي ختام العرس الاحتفالي تم تنظيف مكان الاعتصام ورفع الحواجز والمتاريس. يذكر أن المحتجين كانوا قد توعدوا السلطات المحلية بالمواجهة المادية والتصدي لأي هجوم محتمل لتفكيك المعتصم الشيء الذي عجل بحل القضية بعد تدخل مباشر لوزارة الداخلية، خشية تكرار سيناريو أحداث بوكيدان يوم 10 دجنبر 2010 والتي لازالت تداعياتها قائمة. وفي تصريح لهسبريس بخصوص هذه الأحداث أكد منعم الموساوي وهو أحد أبناء المنطقة وناشط في حركة 20 فبراير على أن " السلوك الذي أقدم عليه باشا مدينة بني بوعياش في حق المرأة التي التجأت إليه طلبا للحماية استفزت ساكنة المدينة حيث تعاطفت كثيرا مع المراة التي أهانها الباشا رفقة أبنائها حيث قررت الساكنة الدخول في اعتصام مفتوح إلى غاية تحقيق مطالب الأسرة المشردة وبعد 11 يوما من الإعتصام الذي عرف تعاطفا كبيرا من طرف أبناء المنطقة تم الاستجابة لكافة مطالب المعتصمين، خاصة بعد اللهجة الشديدة التي وجهها المعتصمين للسلطات المحلية التي قامت بعدة مناورات لإفشال الاعتصام" . قبل أن يضيف " شخصيا أعتقد أن هذا التضامن يجب أن يعمم على المستوى الوطني وأن يكرس كقاعدة ضد السلوكات الشاذة والمستفزة للسلطة في مختلف أنحاء البلاد كما أن الدفاع والتشبث بالمطالب سبيل لتحقيقها، وهذا درس آخر للسلطة التي لا تتقن سوى لغة الحكرة والقمع في حق أبناء هذا الشعب".