احتل المواطنون في «بني بوعياش» وأعضاء من حركة 20 فبراير المدخل الرئيسي لباشوية «بني بوعياش» وأجزاء من الطريق العمومية، منذ زوال يوم الجمعة، ونصبوا خيمتين في المكان احتجاجا على ما أسموه «سلوكا لاأخلاقيا» صادرا عن باشا المدينة في حق امرأة أرملة وأم لأربعة أطفال، تتهم هذا الأخير بسبها وشتمها وإهانتها، وهو ما نفاه الباشا في لقاء مع لجنة للحوار، مكونة من أعضاء في حركة 20 فبراير التي تؤازر المرأة في اعتصامها المفتوح. وقد بدأت فصول الحادث حين لجأت المرأة، يوم الجمعة الماضي، إلى مقر الباشوية من أجل رفع ظلم طالها جراء طردها من منزل مشغلها الذي كانت قد اتفقت معه على أن تهتم بوالدته مقابل أن تسكن هي وأبناؤها في شقة في ملكه. ورغم إبرام الطرفين عقد سكن في هذه الشقة لمدة سنة، فقد قام المالك بطردها من الشقة، مما جعلها لا تجد غير العراء ملجأ، فقررت اللجوء إلى باشوية «بني بوعياش» من أجل مطالبة باشا المدينة، باعتباره ممثل السلطة المحلية في المدينة، بالتدخل لإيجاد حل لها، غير أنه و«بدل محاولة إيجاد الحلول الممكنة ومساعدتي على إيواء أبنائي، نهرني وسبّني وبصق على وجهي وقال لي: سيري تْسكني فالغابة ولا شوفي فينْ تْسكني، وطردني من مكتبه بعدما همَّ بصفعي، بحضور بعض موظفيه»، تقول المرأة التي لم تجد حلا غير افتراش الأرض، هي وأبناؤها، احتجاجا على ما وصفته ب«الظلم والحكرة». وقد عقدت لجنة للحوار، ممثلة بسبعة شباب من أبناء «بني بوعياش»، لقاء مع الباشا ومع بعض المسؤولين الأمنيين أول أمس السبت دون الوصول إلى نتيجة، خاصة في ظل تشبث المحتجين بتنفيذ مطالب الأسرة المعتصمة والمحددة، كما صرح بذلك أحد أعضاء لجنة الحوار، في إيجاد سكن قار لهذه الأسرة وإجراء عملية جراحية لأحد أبنائها وتقديم الباشا اعتذارا عما صدر منه في حق هذه الأم، وهو ما رفضه الباشا الذي تمسَّك بنفي أن تكون قد صدرت عنه أي إساءة، وأضاف أنه على استعداد للمحاكمة إن كانت هذه السيدة صادقة في ما قالته و«عليها اللجوء إلى القضاء إن كانت لديها حجة واحدة على ما تزعمه»، يقول الباشا الذي لم يكن ليصدق أو ليخطر بباله، ولو للحظة، أن مشكلا اجتماعيا بسيطا بإمكانه تأجيج الاحتقان الاجتماعي بهذه الطريقة أو أن الأمور ستتطور بهذا الشكل الفجائي. أما في ما يتعلق بباقي المطالب، فقد التزمت أطراف من السلطة المحلية بالتدخل لإجراء عملية استعجالية لأحد الأبناء المعتصمين مع والدتهم، فيما ظل مطلب توفير شقة مطلبا «معلقا»، واكتفى المسؤولون باقتراح إمكانية التدخل من أجل استفادة الأسرة المعتصمة من إحدى شقق السكن الاجتماعي عبر تقديم طلب في الموضوع تتابعه السلطة المحلية، وهو ما قوبل بالرفض من طرف المحتجين ليستمر بذلك الاعتصام المفتوح والمبيت الليلي الجماعي أمام مقر الباشوية، والذي دخلته الأسرة مدعومة بالعشرات من ساكنة «بني بوعياش» والنواحي ممن تعاطفوا مع هذه الأرملة وأبنائها.