احتفاء بتنوع الأشكال الموسيقية والغنائية للتراث المغربي ورد الاعتبار لصناعه الذين طالهم النسيان، يقرب البرنامج الوثائقي "صناع الفرجة" مظاهر الحياة الثقافية والفنية والاجتماعية لشخصيات وأسماء فنية شعبية بسيطة من عموم الجمهور. البرنامج الذي يُقدمه الحسين العمراني ويُخرجه العربي توتو، ويبث على القناة الأولى، يُعرِّف بشخصيات من رواد الفنون التراثية والشعبية، الذين ما زالوا على قيد الحياة والمتوفين منهم الذين أسسوا لهذا التراث، في محاولة للتوثيق لهم وتكريمهم. وقال الحسين العمراني، في تصريح لهسبريس، إنّ "البرنامج يعتمد على البساطة في التقديم، وينبش في المادة التراثية الخصبة، كما يسلط الضوء على أنواع موسيقية وفرجوية تكاد تندثر، أو طالتها تغييرات في أشكالها الموسيقية أو الأدائية". ويُعد "صناع الفرجة" مادة توثيقية لأجيال اليوم، من خلال التعريف بعدة شخصيات من رواد التراث الشفوي والفنون الشعبية، عبر مختلف المناطق المغربية، من خلال مساراتهم الفنية، والتعريف بالخصائص الثقافية المميزة لمختلف الأشكال الفرجوية المكونة لهذا الموروث الثقافي الوطني الغني والمتنوع. وإلى جانب التعريف بشخصيات الرواد، تتناول حلقات سلسلة "صناع الفرجة" ساحات الفرجة بالمغرب، ومن بينها ساحة جامع الفنا بمراكش، وساحة الهديم بمكناس، وساحة البطحاء بفاس، وساحة سيدي عبد الوهاب بوجدة؛ وذلك لتوثيق الساحات التاريخية التي شهدت ميلاد الفرجة الشعبية واستمرارها في زمن العولمة. ويُساهم في المشروع التوثيقي عدد من الأساتذة والباحثين والموثقين، بالاعتماد على شهادات حية لمعاصري صناع الفرجة، بالإضافة إلى أكاديميين يُبرزون تميز الشكل الموسيقي لصناع الفرجة وأدائهم ونشأتهم، بهدف الحفاظ على الذاكرة الجماعية بكل تعدداتها واختلافاتها. وتُقدَّم المادة التلفزيونية عن طريق حكي بسيط يتم فيه المزج بين الشهادات ووصلات أدائية للشكل الموسيقي أو الفرجوي الذي تميز به المحتفى به، سواء من خلال أداء مباشر يُسجله فريق العمل التلفزيوني مع "صانع الفرجة" بشكل فردي أو مع فرقته الموسيقية، أو من خلال الاعتماد على الأرشيف الذي تحفظ به ذاكرة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أو الأرشيف الشخصي للمحتفى به.