يرصد الوداد البيضاوي، بطل المغرب ودوري أبطال إفريقيا، الدور النصف نهائي، اليوم السبت بأبو ظبي، عندما سيلاقي باتشوكا المكسيكي، بطل الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكارايبي) في ربع نهائي كأس العالم للأندية. ويمني الوداد البيضاوي النفس بمواجهة نادي ريال مدريد في المباراة النهائية، في سعيه إلى تكرار إنجاز غريمه الرجاء البيضاوي، الذي بلغ النهاية عام 2013 على أرضه قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ الألماني بهدفين لصفر. لكن الوداد البيضاوي مطالب، أولا، بالفوز، اليوم السبت، على باتشوكا المكسيكي بملعب مدينة زايد الرياضية، وعلى غريميو البرازيلي، بطل أمريكا الجنوبية، في نصف النهاية يوم الثلاثاء المقبل. ويخوض الوداد البيضاوي غمار البطولة العالمية بمعنويات عالية بعدما أبلى بلاء حسنا في المسابقة القارية وتتويجه بلقبها للمرة الثانية في تاريخه بعد مشوار رائع جرد من خلاله حامل اللقب ماميلودي صنداونز الجنوب إفريقي من اللقب القاري في ربع النهائي، ثم أطاح بجاره اتحاد العاصمة الجزائري في دور الأربعة قبل أن ينال اللقب على حساب الأهلي المصري حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في هذه المسابقة. كما كسب الوداد البيضاوي مبارياته الثلاث الأخيرة في الدوري المحلي، وهو يعول على قوته الهجومية الضاربة، بقيادة النجم الواعد أشرف بنشرقي، ولاعب الوسط وليد الكرتي، اللذين يدين لهما الفريق بشكل كبير في التتويج باللقب القاري، بعدما سجلا سويا أهدافه الخمسة في آخر ثلاث مباريات في دوري الأبطال. ولن تكون مهمة الوداد سهلة أمام باتشوكا، الراغب في تحقيق إنجاز تاريخي، يتمثل في أن يكون أول فريق مكسيكي يبلغ المباراة النهائية للبطولة، وهو ما فشلت فيه الفرق المكسيكية 12 مرة سابقا، وكان أفضل مراكزها الثالث (نيكاكسا عام 2000 ومونتيري 2012). وقال مدرب الوداد، الحسين عموتة، الجمعة، في مؤتمر صحافي، إن "فريقي أمام فرصة تاريخية لا تتكرر دائما، ومن المهم التعامل مع باتشوكا بشكل جيد، والعمل على الفوز عليه"، قبل أن يضيف "صحيح أن وصولنا إلى أبوظبي كان متأخرا بسبب ظروف خارجة عن إرادتنا، ولكننا استطعنا التأقلم، وعازمون على تقديم الأفضل وتمثيل المغرب والعرب تمثيلا مشرفا". وأكد عموتة أن "الانتصارات الثلاثة الأخيرة في الدوري المغربي أعطت ثقة للفريق، الذي يفتقد فقط محمد أوناجم بسبب الإصابة. درسنا باتشوكا جيدا، وهو يملك لاعبين جيدين وبعض الأسماء المعروفة التي تملك الخبرة على غرار الياباني هوندا، لاعب ميلان السابق"، مشيرا إلى أن "هجوم باتشوكا يخلق فرصا كثيرة، وعلينا أن نكون في قمة تركيزنا". من جهته، قال الأوروغواياني دييغو ألونسو، مدرب باتشوكا منذ 2014، إن فريقه، الذي شارك في أربع نسخ، "استفاد من دروس الماضي"، مضيفا "لدينا كل التقدير والاحترام للفرق الإفريقية، فقد سبق أن تألقت في البطولة، ونحن نحترم الوداد ونعرف مستواه، وسنحاول ما في وسعنا الفوز عليه. هو فريق لديه شخصية، ويدافع بشكل قوي، وقد حقق نتائج جيدة للغاية، وهو منظم دفاعيا، ويتميز بالسرعة في الهجمات المرتدة". وأشار إلى أن مدرب الوداد "قام بعمل كبير معهم. لم نتقابل من قبل، وأعتقد بأن الوداد سيتسبب لنا بالمشاكل". وسبق لباتشوكا المشاركة في المونديال ثلاث مرات سابقا، وكانت أفضل نتيجة له هي المركز الرابع عام 2008 عندما تخطى الأهلي (4-2) في ربع النهائي، لكنه خسر أمام كيتو الإكوادوري (0-2) في نصف النهائي، وأمام غامبا أوساكا الياباني (0-1) في تحديد المركزين الثالث والرابع، بعدما خرج على يد فريقين إفريقيين في ربع النهائي (2007)، هما النجم الساحلي التونسي (0-1)، ومازيمبي الكونغولي الديموقراطي (0-1) سنة 2010. وفي المباراة الثانية على ملعب مدينة زايد الرياضية في أبو ظبي، سيسعى الجزيرة الإماراتي إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتخطي عقبة أوراوا ريد دايموندز، ويصبح أول فريق إماراتي يتخطى ربع النهاية، وتحقيق حلمه بمواجهة ريال مدريد، حامل اللقب وبطل أوروبا في دور نصف النهائي. واستهل فريق الجزيرة، الذي يشارك في البطولة، ممثلا للبلد المضيف، للمرة الأولى في تاريخه، مشواره بفوز على أوكلاند سيتي النيوزيلندي بطل أوقيانوسيا بهدف لصفر. ويعول فريق الجزيرة على نجومه علي مبخوت، والمغربي مبارك بوصوفة، والبرازيلي رومارينيو، صاحب هدف الفوز على أوكلاند سيتي بتسديدة قوية زاحفة من خارج المنطقة، بالإضافة إلى النتائج المخيبة لمنافسه في الدوري المحلي، حيث لم يحقق سوى فوزين في مبارياته العشر الأخيرة. لكن الفريق الياباني يملك قوة هجومية ضاربة تتمثل في شينزو كوروكي، الذي سجل 20 هدفا في الدوري، والبرازيلي رافايل سيلفا، الذي يدين له الفريق بتتويجه باللقب القاري بعد تسجيله 9 أهداف في المسابقة، بينها هدفان في ذهاب وإياب الدور النهائي.