حاصرت السيول الجارفة لكل من وادي "لكحل"، المعروف بوادي "برمرام"، ووادي نفيس، ساكنة جماعة واحة سيدي ابراهيم، بعمالة مراكش، وأدت إلى توقف حركة السير والجولان بالمنطقة، وشلت جميع تحركات المواطنين، لفترة طويلة. وقالت زهرة بوغداد، فاعلة جمعوية بواحة سيدي إبراهيم، في تصريح لهسبريس، إن "السكان يعيشون هذا الجحيم كل سنة بفعل ارتفاع منسوب مياه كل من وادي برمرام ووادي نفيس"، منبهة إلى أن القاطنين بالمنطقة سئموا مما أسمته "سيناريو مملا يتكرر كل فصل شتاء وهم يترقبون أن يعيشوا المأساة نفسها". وأوردت المتحدثة أن همّ سكان جماعة واحة سيدي إبراهيم الوحيد مع التساقطات الغزيرة هو انتظار توقف الفيضان، ليخرجوا لقضاء مآربهم"، واستنكرت "غياب أية مبادرة من طرف السلطة المنتخبة والمحلية لوضع حد لهذه الكارثة التي تهدد المنطقة"، على حد وصفها. وأفادت بوغداد بأن التلاميذ لم يلتحقوا بمؤسساتهم التعليمية، ومعظم الأساتذة لم يتمكنوا من الوصول إلى مقرات عملهم، لأن "المياه التي تغمر أحياء الجماعة عزلت واحة سيدي إبراهيم عن العالم الخارجي"، وفق تعبيرها. هسبريس نقلت معاناة السكان هذه إلى رئيس المجلس الجماعي، عبد الرحيم الكامل، الذي أوضح أن الجماعة وضعت ملف وادي "لكحل"، المعروف بوادي "برمرام"، لدى وزارة الداخلية، وخصص له غلاف مالي يقدر ب50 مليون درهم، لكن فيضانات وادي "لحجر"، بمنطقة أولاد حسون، سنة 2014، جعلت ملف "جماعتنا يؤجل". وأكد الرئيس أن دراسة وادي "برمرام" أنجزت، مضيفا أن المجلس الجماعي "سيقدم ملفه من جديد"، مشيرا إلى أن "صندوق محاربة الفيضانات والكوارث الطبيعية يبرمج عددا من الوديان، وفق قاعدة الأولويات"، وموردا أن الجماعة "تتمنى أن يتم قبول ملفها مع نهاية شهر دجنبر، لأن وادي لكحل يشكل خطرا يتربص بسكان واحة سيدي إبراهيم". يذكر أن عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي لواحة سيدي ابراهيم حلت، صباح الخميس بعين المكان، للوقوف على حالة الواقعة، وتنظيم حركة المرور والسير والجولان، ومنع المواطنين من المجازفة أمام التدفق المتزايد لمنسوب مياه الوديان.