أقرت اللجنة الدولية لحفظ أسماك التونة في المحيط الأطلسي، بعد انعقاد مؤتمرها في مدينة مراكش طيلة أسبوعين، الرفع من "كوطا" صيد سمك التونة المهدد بالانقراض، رغم تحذيرات أطلقتها مؤسسات بيئية دولية في الأسابيع الماضية. وبناءً على قرارات هذا المؤتمر، تم رفع حصة صيد التونة المسموح بها إلى 32.240 طنا في سنة 2019، ثم إلى 36.000 طن في السنة التي تليها، بزيادة تصل نسبتها إلى 52 في المائة مقارنة مع الحصة المرخص باصطيادها في 2017 المحددة في 23.655 طنا. واعتبر الصندوق العالمي للطبيعة أن هذا القرار يمثل نهاية فترة حظر اصطياد هذا النوع من الأسماك، التي انطلقت في العام 2000، بعدما كان سمك التونة مهدداً بالانقراض؛ إذ قال العلماء آنذاك إن المخزون في البحار انخفض إلى النصف مقارنة مع ما كان عليه في سنة 1950. وبحسب ما نشرته صحف فرنسية نقلاً عن مؤسسات دولية معنية بالبيئة، فإن رفع "الكوطا" جاء تلبية لمطالب محلة لبلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط، وهي تركيا وليبيا والمغرب والجزائر، التي رغبت في الحصول على حصة أكبر دون المساس بحصص الدول الأوروبية. واعتبر الصندوق الدولي للطبيعة (WWF)، وهو مؤسسة دولية تعنى بالبيئة، قرار رفع الحصة "مخيبا للآمال"؛ إذ قالت ثيا جاكوب، مديرة برنامج الثروة السمكية في "WWF": "نعتبر أن حصة 28 ألف طن في سنة 2020 كانت ستعطي مخزون سمك التونة فرصة جيدة لمواصلة النمو". وتحت ضغط الجمعيات والمؤسسات المدافعة عن البيئة عبر العالم، تم فرض العديد من التدابير الصارمة منذ 2007، منها تحديد حصة صيد سمك التونة الزرقاء في 13.500 طن لعدة سنوات على التوالي، لكن هذه المساعي فشلت أمام القرار الجديد الذي صدر عن مؤتمر مراكش. وكانت اللجنة الدولية لحفظ أسماك التونة في المحيط الأطلسي، التي تضم 51 دولة، من بينها المغرب، حذرت في السابق من عدم تجاوز حصة 30.000 طن في أفق 2022، لكنها عادت لتقول في تقرير لها إن هذا التحذير أعيد فيه النظر "بسبب انتعاش ساكنة التونة الزرقاء في المحيط الأطلسي". وتعد أسماك التونة الحمراء في المحيط الأطلسي من الأسماك الكبيرة المفترسة، وتوجد غرب وشرق المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وأغلب المخزون العالمي يوجد في البحر الأبيض المتوسط. وتوجه هذه الأسماك أساساً إلى السوق الياباني للسوشي، وقد عرفت وتيرة الصيد في العقد الأخير من القرن العشرين ارتفاعاً ملحوظاً، إضافة إلى الصيد غير القانوني، الأمر الذي خلف أضراراً كبيرة بالمخزون. ويمثل المغرب ممراً بحرياً رئيسياً لأسماك التونة الحمراء خلال هجرتها من المحيط الأطلسي نحو البحر الأبيض المتوسط قصد التوالد، وعودتها من المحيط الأطلسي نحو البحر الأبيض المتوسط، في إطار ما يسمى بالهجرة الغذائية. ولدى المغرب، عبر وزارة الفلاحة والصيد البحري، مخطط لتهيئة مصيدة أسماك التونة الحمراء يهدف إلى ضمان استغلال مستدام وعادل ومسؤول لهذا النوع السمكي، ويندرج في إطار التزامات المملكة بمقتضيات اللجنة الدولية للمحافظة على أسماك التونة الأطلسية (ICCAT).