في جلسة خاصة بوسائل الإعلام العربية بالعاصمة العمانيةمسقط، التأم أربعة شباب من قطر والسعودية والكويتولبنان لعرض ابتكاراتهم الخاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، قبل مرورهم الحاسم في الحلقة النهائية من الموسم التاسع لبرنامج "نجوم العلوم"، الذي ينتمي إلى تلفزيون الواقع ويبث على أكثر من قناة فضائية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويعتبر البرنامج رائدا في العالم العربي في مجال الابتكار، إذ أطلق قبل تسع سنوات بمبادرة من "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع"، ويهدف إلى دعم وتشجيع رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية. ويتنافس المتسابقون الأربعة في النهائي على تقاسم جائزة قيمتها 600 ألف دولار أمريكي على شكل تمويل تأسيسي، ويتم تحديد ذلك بناءً على مشاورات أعضاء لجنة التحكيم وتصويت الجمهور. ومع اقتراب موعد الحلقة النهائية من "نجوم العلوم"، التي ستبث يوم السبت القادم، وهو البرنامج الذي يأتي بالتعاون مع الصندوق العُماني للتكنولوجيا، ظهر الحماس على أحمد نبيل (الكويت) وفؤاد مقصود (لبنان) ومشعل الشهراني (السعودية) ومحمد الجفيري (قطر)، للحديث عن ابتكاراتهم التي همت على التوالي "مؤشر افتراضي لمنظار جراحي يُنظف تلقائيا Aquscope" و"آلة رش واقٍ نانو للقماش Nanoskin" و"سوار الملاحة للحجاج Dal" وأيضا "روبوت تفاعلي لتعليم الأطفال الصم Seedo". عليا السويدي، ممثلة مؤسسة قطر، قالت إن المؤسسة تعد "مركزا رائدا للبحوث وتطوير الابتكار وتحفيز الإبداع وإتاحة الفرص لكل شاب عربي ملهم من أجل تحقيق التقدم ومساعدته على الابتكار لأجل إيجاد حل للتحديات التي تواجه منطقتنا العربية عامة ومجتمعانا خاصة"، مشيرة إلى أن "نجوم العلوم" يبقى "أول برنامج لتلفزيون الواقع قادر على استقطاب الكثير من المبدعين الشباب لعرض أفكارهم الإبداعية وتقييم جدواها وتحويلها إلى منتجات وخدمات من شأنها الارتقاء بعالمنا العربي وتعزيز قدراته التكنولوجية والابتكارية". وأوردت مسؤولة العلاقات الإعلامية بالمؤسسة، في الندوة الصحافية التي استضافها مقر الصندوق العُماني للتكنولوجيا في مسقط، أن المبادرة من شأنها أن "تحفز جيلا كاملا من الشباب العربي المبدع وتساعد في تطوير قدراتهم الإبداعية للنمو بمجتمعاتهم والتأثير إيجابا فيها"، مشددة على أن نجاح البرنامج يتجلى في خريجيه "الذين أطلقوا مشاريعهم ضمن شركات ناشئة في العديد من القطاعات والصناعات". "الابتكار ليس له حدود. ونحن فخورون بكل مبتكر عربي"، تقول عليا السويدي، التي أكدت أن "المبادرة كانت ولازالت مفتوحة في وجه كل شاب عربي مبدع من عمان والمغرب وليبيا ولبنانوقطر وسائر الدول العربية"، مضيفة أن البرنامج "يجسد طموحات إستراتجيات البحث والتطوير بمؤسسة قطر التي تسعى إلى دعم ريادة الأعمال وتشجيع الشباب العربي على تحقيق أحلامهم من جهة وخدمة مجتمعاتهم من جهة أخرى". وينتهي التصويت على المتبارين الأربعة في الساعة الثانية بعد الزوال من يوم غد الخميس، بتوقيت غرينتش، للمشاركة في اختيار الفائز؛ فيما تبث الحلقة الأخيرة يوم السبت 25 نونبر على عدة قنوات تلفزية فضائية عربية. أحمد نبيل، الجراح المتدرب ضمن برنامج الإقامة في كلية الجراحين الملكية بأيرلندا، يقول إنه ابتكر طريقة لتنظيف عدسة المنظار (أنبوب يسمح للطبيب برؤية داخل جسم المريض خلال العمليات الجراحية)، دون الحاجة لإخراجها من جسم المريض، الأمر الذي يقلل من خطر العدوى، موضحا كيف أن أثر مشروع "مؤشر افتراضي لمنظار جراحي يُنظف تلقائيا Aquscope" يهم المساعدة على تحويل عملية تنظيف الأدوات الجراحية إلى عملية آلية والتقليل من وقت العمليات الجراحية، وتبسيطها من خلال تسهيل عمل الجراحين. أما فؤاد مقصود، المتخصص في الهندسة، فيعرف مشروعه "Nanoskin" بأنه ابتكار يسخّر للقماش تقنية النانو من أجل إدخال الصناعات البتروكيماوية والمستحضرات الصيدلانية في المنسوجات العادية، كالقمصان والجوارب، إذ تجعل الملابس مضادة للماء أو تدمج العلاج الطبي في ألياف الضمادات؛ فيما يقول الشاب اللبناني إنه يركز على تطبيقين، أولهما هو جعل الملابس العادية مضادة للماء على الفور، وثانيهما هو إدخال مركبات طبية محددة داخل الألياف، كما قد تشمل أيضا علاج الجروح وعلاج قروح القدم السكرية وتخفيف الشد العضلي. بدوره، يقدم مشعل الشهراني مشروعه "Dal"، وهو الذي استفاد من تدريب داخلي لدى "ناسا" حول "محاكاة الجاذبية الصغرى"، على أنه سوار يستخدم تقنية البلوتوث أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لضمان تمكن الحجاج من التحرك في مكة، كما يقوم بحفظ المعلومات الهامة للمستخدم ويوجه الحاج باتجاه القبلة، ويساعده في الوصول إلى مكان إقامته؛ فيما يعتقد أن ابتكاره سيقوم بتعزيز التجربة الروحية للحجاج القادمين إلى مكة عبر الحد من الارتباك وتبسيط جوانب التنقل خلال الحج، ومساعدة المنظمين من خلال البيانات التي يوفرها السوار في حالات الطوارئ. في حين، يرى محمد الجفيري، المستشار والمدرب في التنمية الذاتية، أن مشروعه "Seedo" قائم على تفاعل الروبوت مع الأطفال الصم وتوفير تدريب قيم لهم بطريقة تفاعلية مستخدما التقدم التكنولوجي، إذ يتعرف الرجل الآلي على لغة الإشارة عبر كاميرا وبرنامج متخصص؛ فباستخدام يد آلية يمكنه التواصل بلغة الإشارة العربية، في وقت ينوي الشاب القطري تطوير روبوت قادر على التعرف على عدة لغات إشارة والتحدث بها، خاصة في مرحلة هامة من مراحل نمو الأطفال.