بصم الراحل عبد الله شقرون، الذي وافته المنية عن سن يناهز 90 عاما، مسارا إعلاميا وفنيا متميزا، وبصم على أعمال عدة في التراث والمسرح، قبل أن يتفرغ للتأليف والكتابة. عقيلة الراحل، الفنانة المغربية أمينة رشيد، قالت: "برحيله فقدت حياتي وروحي، لولاه ما كنت موجودة في الساحة الفنية، هو يدي اليمنى وسندي، كان يفرح أكثر مني كلما توصلت بدعوة للتكريم، لا أعتقد أن خصاله توجد في رجل آخر". وتابعت حديثها لهسبريس: "كان همه هو القلم والورق، وكان يرد دائما على دعوتي له بالتوقف بالقول: أنا أكتب لنفسي وليس للبيع.. أكتب لأجيال المستقبل". من جهته، قال الممثل والمؤلف المسرحي أنور الجندي: "رحيل هذا الرجل العملاق سيترك فراغا كبيرا في الساحة الإعلامية"، مضيفا: "الرجل اجتمع فيه ما تفرق في غيره، هو المخرج، الزجال، الفنان، الكاتب، الإعلامي، والإنسان الوديع صاحب الأخلاق العالية". وأورد الجندي أن الراحل شقرون يعد صاحب مدرسة قائمة من خلال جولاته وغزواته على المستوى العربي حينما شغل مديرا عاما لاتحاد الإذاعات العربية، وموثقا يلجأ إليه كل باحث، وقال: "لا توجد خزانة مغربية لا تغنيها كتب الراحل". وقال الإعلامي والباحث عبد المجيد فنيش: "برحيل عبد الله شقرون، يكون المغرب قد فقد أحد الرواد المؤسسين الحقيقيين للدراما الإذاعية والتلفزية، وباحثا في مجال التراث الشعبي"، مشيرا إلى أن الراحل ودع الركح بآخر عمل مسرحي يحمل عنوان "الواقعة". ووصف فنيش الراحل شقرون ب"العلامة المميزة في مسار الثقافة"، مضيفا: "اجتمع فيه ما تفرق في غيره، برحيله نفقد موسوعة علمية وفقهية وأدبية". أما الفنان المسرحي محجوب الراجي، فقال: "الراحل خبير عالمي في الإذاعة والتلفزيون وأسد المسرح، علاقتي به الجيدة ظلت متواصلة بعد اشتغالي معه في مسرحية الواقعة على ركح المسرح الوطني محمد الخامس، وظلّ أستاذ ورفيق كل الإذاعيين والمسرحيين، يلجأ إليه الجميع بحثا عن المعلومة". وبصم شقرون على مؤلفات عدة في التراث والمسرح، منها على الخصوص "نظرات في شعر الملحون"، و"دولة الشعر والشعراء على ضفتي أبي رقراق"، و"جولة في عالم الشعر والشعراء بالمغرب"، و"حياة في المسرح"، و"فجر المسرح العربي بالمغرب"، و"حديث الإذاعة حول المسرح العربي". وعمل المرحوم عبد الله شقرون محررا ومذيعا ومنتجا بالإذاعة المغربية "راديو المغرب"، ومديرا للتلفزة المغربية، ومديرا عاما لمنظمة اتحاد إذاعات الدول العربية للراديو والتلفزيون، التابعة لمنظمة جامعة الدول العربية، ومديرا ومستشارا في ديوان وزارة الشؤون الثقافية (1992-1997)، ونال لقب "فارس الميدان وبطل المسرح الإذاعي".