نظم عشرات السكان من جماعة سيدي الزوين بعمالة مراكش، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية لمطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل لوضع حد لما أسموه "جحيم التلوث الذي يعانون منه بسبب غياب قنوات للصرف الصحي بجل أحياء المنطقة"، بحسب تصريحات متطابقة لبعض المحتجين. وردد المحتجون شعارات متعددة، ورفعوا لافتات تلخص مضمون المشكل الذي يعاني منه القاطنون بالمنطقة المذكورة لعقود من الزمان، كتب عليها "سكان سيدي الزوين يطالبون بتسريع هيكلة الصرف الصحي بتراب المركز الحضري الذي تتخبط ساكنته في مشاكل تصريف المياه العادمة". ونددت الشعارات التي صدحت بها حناجر المشاركين في الاحتجاج بعجز المجالس الجماعية المتعاقبة على تمكينهم من حق دستوري، عبر تنزيل مشروع هيكلة شبكة الصرف الصحي، من قبيل "علاش جينا واحتجينا الصرف الصحي اللي بغينا"، و"لا سلام لا استسلام". وفي هذا السياق، قالت ليلى شاكير، إحدى المشاركات في الوقفة، إن "سكان الجماعة يعانون من مشكل كبير يؤرقهم وينغص عليهم عيشهم، يتمثل في افتقار الأحياء السكنية إلى قنوات المياه العادمة، ما يدفعنا إلى الاعتماد على المطمورات لقضاء حاجاتنا الضرورية". وأضافت: "السكان سئموا الوعود المتكررة منذ زمان، وعبروا أكثر من مرة عن تذمرهم من حرمانهم من حق دستوري يضمن لهم العيش الكريم، ويحميهم من الأضرار التي تتسبب فيها القنوات العشوائية للمياه العادمة التي تنتشر بكل الأحياء والمطمورات التي تشكل تهديدا لأساسات المنازل التي يمكن أن تسقط في كل لحظة"، على حد قولها. واستنكرت شاكير "غياب مجاري المياه العادمة بجماعة أحدثت سنة 1992، ما يشكل خطرا صحيا على السكان عموما، والأطفال خصوصا، بسبب انتشار الحشرات الضارة الناقلة للأمراض، زد على ذلك أن هذا الفضاء الملوث يشكل مجالا يلعب فيه الصبيان، ما يعرضهم للإصابة بمرض الربو والعينين وغيرها"، وفق تعبيرها. وفي السياق نفسه، قال الفاعل الحقوقي عزيز الرداد إن "مياه الصرف الصحي بالقناة الرئيسة بجماعتنا معضلة، بسبب عدم تصريفها بعيدا عن السكان"، وزاد: "تستعمل هذه المياه في سقي بعض الضيعات الفلاحية، ما يهدد السلامة الصحية للمواطنين"، مشيرا إلى أن جماعة سيدي الزوين تتوفر على قناة مركزية منذ 1960، لكن إلى حدود اليوم لا زالت المنازل محرومة من ربطها بقنوات الصرف الصحي"، على حد قوله. وأوضح رشيد الدكداك، رئيس المجلس الجماعي لجماعة سيدي الزوين، من جهته، أن "الصرف الصحي مشكل للمنطقة برمتها، ونعاني منه جميعا"، مضيفا: "راسلنا وزارة الداخلية بخصوص هذه المعضلة، وتلقينا جوابا يؤكد دعمنا لوضع حد نهائي لهذا المشكل الذي يؤرق السكان ورفع الضرر عنهم". وأرجع المسؤول نفسه، في تصريحه لهسبريس، تأخر المجلس الذي يرأسه في هيكلة الصرف الصحي إلى "شراء بقعة أرضية تمكن المجلس الجماعي، خلال دورة أكتوبر الأخيرة، من برمجت غلاف مالي لاقتنائها"، مضيفا: "ننتظر فقط مصادقة ولاية جهة مراكش أسفي على ميزانية الجماعة"، مؤكدا أن الغلاف المالي لإنجاز هذا المشروع ضخم جدا، ويفوق إمكانيات الجماعة. يذكر أن جماعة سيدي الزوين تعاني من مشكلة أخرى، تتجلى في كون بعض الفلاحين يلجؤون إلى استغلال قناة الصرف الصحي المركزية، بالطريق الرابطة بين مركز الجماعة ودوار القيسارية، لسقي ضيعاتهم، ويعمدون إلى طمر البالوعات بأكياس من الرمل، وكل ما يمكن من تحويل المياه العادمة نحو أراضيهم الفلاحية. ويشار إلى أن لجنة ممثلة للمحتجين عقدت، بعد الوقفة الاحتجاجية لصباح اليوم، اجتماعا مع أعضاء من المجلس الجماعي لجماعة سيدي الزوين التابعة لعمالة مراكش.