فضيحة كبرى يعيش تفاصيلها اليومية سكان منطقة سيدي يحيى بعمالة إقليم الصخيرات تمارة، تحت أنظار مسؤولي السلطة المحلية والمنتخبين الجماعيين وشركة تدبير قطاع النظافة وقنوات التطهير الصحي، الذين لم يتخذوا أي إجراء لإنهاء «المأساة» التي يعيشها السكان برغم الشكاوى العديدة التي تقدموا بها. هذه الفضيحة تتجسد في هشاشة قنوات الصرف الصحي في بعض الأحياء، وانعدامها بالكامل في أحياء أخرى، إذ ما يزال سكان المدينة الملاصقة للعاصمة الرباط يعتمدون على «المطمورات» لقضاء حوائجهم. ويؤكد سكان المدينة الذين راسلوا مسؤولي وزارة البيئة ومسؤولي السلطة المحلية والمنتخبين أنه بسبب ذلك تتفجر تلك القنوات المهترئة وتمر مياهها النتنة عبر المنازل والمسجد الرئيسي بالمدينة، الأمر الذي يهدد السكان بكارثة صحية، ولا سيما الأطفال، الذين يلعبون في تلك المياه العادمة دون الإحساس بمخاطرها وآثارها السلبية على صحتهم. وشرح السكان ل«المساء» بأن المياه المتعفنة تتسرب من تلك القنوات القادمة من البراريك المنتشرة بجماعة سيدي يحيى وتبقى لأيام طويلة دون أن تلفت انتباه أحد، علما أنها تمر بجانب ثكنة للدرك الملكي ومنازل السكان ومسجد الحي. ويشرح السيد العربي، رئيس مركز للفحص التقني بالمنطقة ل«المساء» أن السكان «يؤدون صلاتهم بعد أن يمروا على مجاري المياه العفنة والمخلفات الآدمية ويتلون كتاب الله والروائح العطنة تزكم أنوفهم». وما يزيد من معاناة العائلات المنتشرة بالمنطقة هو عدم احترام مسؤولي المجزرة المحلية لقواعد العمل المنصوص عليها حيث تنضاف مخلفات الحيوانات النتنة لتكمل مشاهد اللوحة «العفنة» فتزيد من خطر إصابة السكان بأوبئة وأمراض ناتجة عن هذا التلوث البيئي الخطير المستمر منذ سنوات طويلة دون أن يجد له حلا. وسبق لمسؤولي الجماعة أن نفوا مسؤوليتهم عن تدبير القطاع، مؤكدين أن ذلك من اختصاص شركة التدبير المفوض، في الوقت الذي نفت فيه الشركة للسكان مسؤوليتها عن الوضع، مؤكدة أنها تهتم فقط بتدبير الكهرباء. وبين نفي المسؤولين في الجماعة والشركة مسؤوليتهما عن تفجر مياه الصرف الصحي، يبقى سكان سيدي يحيى يعانون من الزيارات المتكررة لمياه المجاري العفنة إلى منازلهم ومسجد حيهم. وعلمت «المساء» أن فقيه المسجد هو الذي يتكفل بمشاركة أبنائه ب«تسليك» المجاري منذ سنتين وقد أكدت أسرة الفقيه الأمر ل«المساء» آملة أن يعمل المجلس القروي على الاهتمام بالمشكل وإيجاد حل سريع له.