بنبرة حزينة يغلب عليها الانكسار والضعف، يسرد محمد فناخ، شاب يعاني إعاقة جسدية، قصته الحزينة على موقع التواصل الاجتماعي، من خلال مقطع وثق للمأساة التي يعيشها بعدما تعرض للظلم والمهانة طيلة سنوات. كان يفضل الاحتفاظ لنفسه بما يخالج صدره من ألم ومعاناة، إلى أن قرر الخروج عن ذلك وكسر جدار الصمت. بصوت يرتجف، قال الشاب: "أعيش على كرسي متحرك وأنتمي لأسرة ينخرها الفقر والحرمان، بعدما توفي والدي في حادثة سير أليمة عندها كنت في ربيعي الثاني (...) وبعد مرور بضع سنوات، تزوجت والدتي من عمي بسبب ظروف عائلية قاهرة، لكننا لم نتوقع أن ذلك الزواج سيقلب حياتنا رأسا على عقب". بألم كبير تابع: "عشت طفولة صعبة جدا ومختلفة عن باقي الأطفال، وعندما وصلت سن الدراسة ولجت مدرسة داخلية خاصة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة الخميسات، وتابعت دراستي بها إلى حين بلوغي مستوى السادس ابتدائي". واسترسل الشاب حديثه قائلا" "قضيت ست سنوات بمدينة الخميسات، ودفعتني الظروف إلى العودة إلى مدينة كرسيف حيث تعيش والدتي مع زوجها الجديد، الذي يتعاطى المخدرات (القنب الهندي) الذي يدخله في نوبات ويصب غضبه الكامل على والدتي"، وزاد: "قضيت ثلاث سنوات بالجحيم، كلها عنف وسب وشتم، ما دفعني إلى التوقف عن الدراسة وجعل مني متشردا بدون مأوى وبدون وطن". وانضافت محنة التشرد إلى سلسلة المعاناة التي تكبدها محمد في صمت قتل كل مشاعر الفرح داخله. يستطرد حديثه بالقول: "سافرت إلى مدينة طنجة والتقيت بصديقة تعرفت عليها عن طريق فيسبوك، ولجأت إلى طلب المساعدة من جمعيات تهتم بشأن ذوي الاحتياجات الخاصة وطلبت رأفتهم، لكني لم أجد غير التجاهل والمهانة، الأمر الذي زرع بداخلي مشاعر الحزن والألم". وزاد متحسرا: "لو كان ابن أحد المسؤولين يعاني الإعاقة لما لقي كل هذا التجاهل الذي مورس في حقي"، مضيفا: "أطلب حقي وفقا للاتفاقية الدولية التي صادق المغرب عليها، وأقول إن أي مواطن لا يملك قوت يومه لا يملك حريته". وختم المتحدث بالقول: "أناشد الملك محمد السادس سماع شكوانا، فالمعاق إنسان كباقي البشر يمتلك إحساسا وتفكيرا وطموحا، ويكره الهزيمة ونظرات العطف والشفقة التي تقتل كل آماله (...) المعاق يحتاج إلى من يأخذ بيده إلى بر الأمان، لذلك أقول اليوم إن هذه الفئة لم تأخذ حقها ولو قليلا". للتواصل مع محمد فناخ: 0623993990