قال العلامة محمد بنشريفة إن قلبه مليء بالحب لأهل العلم ولمراكش ولصلحائها، ف"أنا جزء لا يتجزأ من هذه المدينة، لأن ذكرياتي فيها لن تنسى"، وفق تعبيره. وفي تصريح لهسبريس، على هامش الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية التي ينظمها المركز الدولي لخدمة اللغة العربية مدعوما بمجموعة من الشركاء، اليوم الأربعاء في مدينة مراكش، بمشاركة باحثين في قضايا الدراسات الأدبية والنقدية من داخل المغرب وخارجه، شدد بنشريفة على فضل عاصمة النخيل في تكوينه. وقال: "حللت ببهجة الجنوب في أربعينات القرن الماضي، فكان لها الفضل في تكويني الثقافي بجامعة بن يوسف، على يد علمائها الأجلاء كعبد الوهاب الصحراوي وشيخ الجماعة سيدي محمد بلحسن"، معبرا عن امتنانه وشكره للذين أشرفوا على هذا الحفل العلمي احتفاء به. وبهذه المناسبة، قدم أحمد شحلان، أستاذ جامعي سابق، ورقة سلطت الضوء على طفولة العلامة محمد بنشريفة، الذي "رأى النور بجوار المحيط الأطلسي، بحاضرة أسفي، حيث سطع نجم آل بنشريفة، حين ولد صبي حيوي يملك صفات جعلت كلا من المعلم والفقيه حينذاك يجندان حيطتهما من طالب يسمع فيحفظ". وتابع شحلان، بلغة من تعلم فقه اللغة العربية وآدابها على يد أستاذه بنشريفة، قائلا للحاضرين: إن "الطفل محمد مشروع بحث فكري، منذ صباه حفظ القرآن والمتون وغيرها، ولما عجزت مدينة أسفي عن إشباع ظمأه من العلم، طار إلى مدرسة بن يوسف بمراكش، حاضرة العلماء، ليزداد علما على علم". وفي السياق ذاته، أوضح محمد نجيب لوباريس، رئيس مؤسسة ذاكرة الأندلسيين، ضمن تصريح لهسبريس، أن محمد بنشريفة هو عميد الذاكرة الأندلسية، لأنه أول من أخرج من الوثائق المغمورة الظهير الموحدي، الذي سمح للأندلسيين، الذين هاجروا شبه الجزيرة الإيبيرية في بداية القرن 12، بالاستقرار في مدينة الرباط. وأورد رئيس الهيئة نفسها أن بنشريفة "لما قام بهذا العمل بإخراج هذه الوثيقة، مكن المهتمين والباحثين من الوصول إلى ما لم يكن موجودا ومعروفا قبلهم، إذن فهو موثق الذاكرة الأندلسية التي نعمل نحن على الدفاع عليها في مؤسسة ذاكرة الأندلسيين"، بتعبير لوباريس في تصريحه لهسبريس. وتتوزع هذه الندوة على جلسات علمية عدة تتناول "فن التراجم والسير عند الدكتور بنشريفة"، و"الدراسات الأدبية والنقدية المُقامَة حول مُنجز د. بنشريفة"، وجلسة علمية ثالثة حول "تحقيق التراث وقضاياه عند محمد بنشريفة"، وتختتم فعاليات الموعد بشهادات في حق المحتَفَى به. ومن الباحثين المشاركين في الندوة حسن جلاب من جامعة القاضي عياض ونجاة المريني من جامعة محمد الخامس، وأحمد توفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعباس الجراري، وعبد الجليل هنوش عميد سابق لكلية الآداب بمراكش، وأيمن محمد علي ميدان من جامعة القاهرة، وفوزية بوغنجور من مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران الجزائرية.