أعلنت ألمانيا اليوم عن تخصيص دعم مالي لفائدة المغرب خلال السنة المقبلة، موجه بالأساس إلى مجال الحد من التغيرات المناخية والتحول الطاقي. وأوردت ممثلة عن الحكومة الألمانية بأن بلادها ستعمل على تخصيص دعم قيمته 357 مليون أورو للمملكة المغربية، من أجل محاربة التغيرات المناخية والتحول الطاقي بالبلاد، مؤكدة أن ألمانيا تعمل رفقة المملكة على تنزيل اتفاقية باريس، وأيضا تبادل الخبرات. وواصلت المسؤولة خلال لقاء نظم بجناح المغرب في قمة المناخ العالمية "كوب 23"، المنعقدة ببون اليوم الأربعاء، بأن "حماية المناخ أمر بسيط ولكنه أساسي ويتطلب العمل سويا"، مشيدة بالدور الذي تلعبه المملكة في هذا المجال". وتابعت بالقول: "المغرب يحقق تقدما في مجال حماية البيئة ومحاربة التغيرات المناخية، كما أصبح بلدا ملهما ونموذجا يحتذى به، وألمانيا تدعمه لتحقيق أهدافه في هذا المجال". وأعطت المتحدثة نموذجا بمحطة "نور" بورزازات، التي ستمكن 1.3 ملايين شخص من الولوج إلى الكهرباء الأخضر؛ ناهيك عن خلق فرص للشغل. من جانبه أكد ممثل عن الصندوق الأخضر للمناخ، التابع للأمم المتحدة، المصادقة منذ أكتوبر على 54 مشروعا في إفريقيا، بقيمة 2.65 مليار دولار، من بينها 21 مشروعا بالمغرب؛ وهو ما سيمكن الأخير من الحصول على تمويلات من الصندوق. وأشاد المتحدث بالدور الذي يلعبه المغرب في مجال محاربة التغييرات المناخية قائلا: "إنه بلد قيادي في ما يخص المشاريع وأيضا الموارد، وبالتالي تجب مواكبته في هذا المجال"، معلنا أن هناك المزيد من المشاريع التي سيتم توجيهها للمملكة. وكدت نزهة الوافي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، أن المغرب استطاع تفعيل المشاريع التي صادق عليها خلال القمة الماضية المنعقدة بمراكش، قائلة: "بعد سنة استطاع هذا المشروع أن يصبح نموذجا يحتذى به؛ مع وضع خارطة الطريق للمشاريع واللجان التي تم إعلانها"، وزادت: "تم تحويل الأقوال إلى أفعال وخلق نموذج قيادة جهوي في مجال حماية المناخ والتحول الطاقي والتنمية المستدامة". وقال عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، إن التغيرات المناخية "أمر مهول يمكن وصفه بانتحار جماعي، ولهذا يتم التفاوض للمرة الثالثة والعشرين خلال هذه القمة بشأنه"، مضيفا في كلمة له: "التفاوض أمر صعب، خاصة مع البلدان المتقدمة". وزاد الرباح: "لدينا فرصة اليوم من أجل خلق نموذج اقتصادي خاص بنا، ومواجهة هذه التحديات، إلا أننا في حاجة إلى حركة شعبية من أجل فرض احترام المناخ ومناهضة تغييراته بإدماج هيئات المجتمع المدني وكل الفاعلين". اللقاء الذي حضره مسؤولو عدد من البلدان الإفريقية أشادت خلاله آن ديزي أولتو، وزيرة البيئة في كوت ديفوار، بعلاقات التعاون التي تربط بلادها بالمغرب، مؤكدة أنه تم وضع "ورقة طريق للعمل سويا في مجال محاربة التغيرات المناخية". وأوضحت المتحدثة أن كوت ديفوار، الذي يعد بلدا فلاحيا لكونه أول منتج للكاكاو وثاني منتج للقهوة على الصعيد العالمي، بات يعاني عددا من الإشكالات في هذا المجال، مواصلة: "الغابة بالنسبة لنا لها أهمية كبرى، إلا أنها للأسف أصبحت مهددة أخيرا؛ وبالتالي تم وضع رؤية إستراتيجية للحفاظ على الغابات، وأيضا جودة الهواء والتحول إلى الاقتصاد الأخضر".