وصفت أسماء قبة، فاعلة جمعوية بمدينة فاس، عدم إقامة سور لمقبرة باب الكيسة، التي تعرضت لنبش عدد من قبورها لتوسعة الطريق المارة إلى باب بوجلدود، بكونه يشكل انتهاكا فضيعا لحرمة الموتى، موردة لهسبريس أنها وقفت شخصيا بهذه المقبرة على تعرية رفات عدد من القبور المطلة على حافة الطريق. وأبرزت المتحدثة، التي زارت هذه المقبرة يوم أمس الثلاثاء رفقة أحد المقاولين وبعض الجمعويين لتحديد كلفة بناء سور لها، "أن عظام الموتى وجماجمهم توجد في وضع مكشوف وبادية للعيان بشكل يحز في القلب ويندى له الجبين"، مؤكدة أن رفات المقابر أضحت في متناول أي كان للعبث بها كما يشاء، "دون أن يعمل المجلس الجماعي لفاس، المسؤول عن صيانة المقابر، على بناء سور واق يعيد للموتى حرمتهم"، بتعبير الناشطة الجمعوية ذاتها. وأوردت أسماء قبة، رئيسة الجمعية المغربية لمناهضة العنف والتشرد، التي مدت هسبريس بصور تظهر حالة رفات لقبور بمقبرة باب الكيسة، أنها اتصلت بمحمد الحارتي، نائب عمدة فاس، قبل مدة، من أجل حثه على قيام مجلس الجماعة الحضرية لفاس ببناء سور للمقبرة المعنية احتراما لحرمة الموتى، "لكنه أرجع ما حصل بهذه المقبرة للمجلس السابق، واكتفى بالقول بأنه لا توجد اعتمادات مالية لبناء سور لها"، تقول أسماء قبة، التي اعتبرت ترك جماجم وعظام الموتى تتناثر على قارعة الطريق "انتهاكا لحرمة القبور ووصمة عار على جبين المجلس الجماعي". وأوضحت الفاعلة الجمعوية أنها بصدد البحث عن شركاء مع جمعيتيها من أجل التكفل ببناء سور للمقبرة المذكورة لوقف استمرار تساقط الرفات على الطريق المحاذية لهذه المقبرة، "وحتى لا تبقى عظام الموتى عرضة لعبث القطط والكلاب"، مشيرة إلى أن تكلفة بناء السور المذكور، كما حددها أحد المقاولين، تناهز ثمانية ملايين سنتيم. من جانبه، قال عز الدين الشيخ، رئيس مقاطعة المرينيين، التي توجد المقبرة المذكورة بنفوذها الترابي، بأن مجلس مقاطعته لم ينتبه إلى هذا الأمر، ولم يكن على علم بأن رفات الموتى بالمقبرة المعنية قد تعرضت للتعرية، وقال في تصريح لهسبريس: "كان على الجمعوية المذكورة الاتصال بمجلس مقاطعة المرينيين لتعرض عليه حالة هذه المقبرة، لأن هذا الأمر يهمنا قبل مجلس المدينة"، مبرزا أنه يعتبر المجتمع المدني شريكا للمجلس. وشدد رئيس مقاطعة المرينيين على عدم "الركوب على الموتى من أجل تحقيق أهداف معينة"، وقال: "هذا ليس بالشيء الكبير، ونحن كمقاطعة قادرون على ستر أمواتنا".