تتناثر هياكل عظمية آدمية لموتى مقبرة دوار «اكوزولن» بالجماعة القروية اداوعزا بالصويرة بشكل وصف ب»المرعب» و»المخجل». الوضع أصبح مألوفا بالنسبة إلى السكان الذين يكادون يفقدون الأمل في إيجاد حل لهذه المعضلة التي هي «إهانة لهم» و»إهانة لموتاهم»، يقول أحد سكان الدوار، وهو يتأسف على حال المقبرة المذكورة وعلى عجزهم، في المقابل، عن إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة التي رفعوا في سبيلها سيلا جارفا من الشكايات إلى مختلف الجهات المسؤولة من أجل التدخل لصيانة المقبرة، التي تتوسط واديين ينبعان من جبل «أمسيد» حيث تتدفق المياه بكثرة بشكل يجعلها تجرف كل ما تجده في طريقها، وخاصة القبور ورفات الموتى بالمقبرة المذكورة. مياه الأمطار خلال موسم الشتاء ليست وحدها التي «تعري» حرمة المقبرة ومعها «حرمة الموتى»، بل إن المقبرة التي توجد في مجال مفتوح حيث تنتشر الحيوانات جعلها عرضة للنبش من طرف عدة حيوانات تصول وتجول بها بسبب غياب سياج، وفي مقدمتها الخنازير. وتقول مصادر «المساء» المطلعة إن «الحلوف» ينبش قبور الموتى وينهش عظامهم بشكل يثير «غضب واستياء» السكان الذي «يتألمون» كلما زاروا المقبرة ولاحظوا عدد الجثث التي أخرجت من القبور إما بسبب المياه أو بفعل نبش الخنازير لها، والتي تعبث بها الكلاب الضالة أيضا التي تنتشر بالمقبرة. بعض السكان أكدوا أنهم يحاولون بشكل ذاتي وبإمكانياتهم البسيطة حماية المقبرة وصون قبور موتاهم عن طريق تسييج المقبرة باستعمال نباتات شوكية من أجل عرقلة دخول الحيوانات الضالة إليها، خاصة الخنازير غير أنها تظل حلولا ترقيعية ولا تفي بالغرض. أمام هذا الوضع رفع السكان العديد من الشكايات غير أن لا جهة استجابت لنداءاتهم، يقول بعض السكان ل»المساء»، باستثناء بعض «الترقيعات» التي قامت بها الجماعة والتي تتمثل في بناء سور لا يتجاوز علوه المتر الواحد وتسييجه بالأسلاك، غير أن مثل السور المذكور كان من الأولى أن يتم على طول المقبرة من أجل تجنيبها الانجراف وكذا منع الحيوانات الضالة من الدخول إليها وهو ما لم يتم لحد الآن، تضيف المصادر ذاتها. «المساء» اتصلت عدة مرات برئيس جماعة اداوعزا على ثلاثة أرقام هاتفية محمولة غير أنها كانت غير مشغلة جميعها.