انطلقت أشغال الجامعة الخريفية لمنظمة شبيبة التجمع الوطني للأحرار، اليوم الأحد بجماعة تمصلوحت بإقليمالحوز، تحت شعار "التسامح بين القيم العالمية والتنوع الثقافي". وشارك في هذه التظاهرة، الثانية بعد الجامعة الصيفية التي اعتبرت أول مبادرة من نوعها في تاريخ حزب التجمع الوطني للأحرار، ما يناهز 900 شاب وشابة، قادمين من مختلف مدن وقرى جهة مراكش أسفي. وعرفت الجلسة الافتتاحية حضور رشيد الطالبي العلمي، ولمياء بوطالب، وشفيق بن كيران، أعضاء المكتب السياسي، ومحمد القباج، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وعبد الجليل قربال، رئيس جماعة تمصلوحت، ونجيب أجدير، رئيس جماعة المنابهة، ومستشارين جماعيين، ومسؤولين عن الهيئات المجالية للهيئة السياسية المذكورة. وألقى رشيد الطالبي العلمي كلمة في الجلسة الافتتاحية قال فيها: "نعيش في المغرب هذه الأيام عنفا لغويا على مستوى الفعل السياسي؛ بحيث أصبحنا نزرع ثقافة تهيمن عليها مصطلحات السب والقدف وإلغاء الآخر، ما يستدعي ضرورة الوقوف لممارسة النقد والحوار العقلي، وتأمل تطور الخطاب السياسي داخل المغرب". وأضاف أن "الديمقراطية تنبني أساسا على احترام الآخر، لأن المغرب فضاء من حق الجميع العيش فيه، لهذا قررنا أن نعطي الانطلاق للجامعة الخريفية من مراكش التي شكلت مدينة التسامح والتآخي والبهجة التي تكاد تنقرض خلال السنوات الأخيرة من طباع المغاربة، بكافة أصنافهم". وشدد الطالبي على ضرورة استرجاع المصطلحات التي ضاعت من قاموس المغاربة، "كالله يجازيك بخير والله يرحم بها الوالدين، وإلا جات على خاطر، لأن شوارعنا وكل المواقع والمجالات أصبحت فضاء تعمه ترسانة من مصطلحات الكراهية والعنف"، مستدلا على ذلك باغتصاب فتاة في حافلة للنقل العمومي، واعتداء تلاميذ على أساتذتهم، مذكرا بفضائل الماضي حيث كان الجميع يقوم بمهمة التربية، من آباء وجيران ومدرسين. وقال عادل الخيرفي السباعي، نائب رئيسة المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة مراكش أسفي، إن "برنامج الحزب خلال السنتين المقبلتين يركز على تكوين الشباب وتأطيرهم، وهي مهمة أنيطت بهيئتنا، كما جاء في الخطاب الملكي بالجلسة التشريعية الأخيرة، وتوصيات الجامعة الصيفية التي نظمت أخيرا بمراكش". وأضاف المتحدث ضمن تصريح لهسبريس أن "الجامعة الخريفية ستعرف مجموعة من الورشات التكوينية لتمكين الشباب من القدرات والأخلاق النبيلة للفعل السياسي، بعدما لاحظنا أن العنف أصبح لغة التواصل بين فئات المجتمع المغربي"، موردا أن الشبيبة هي مشتل لإنتاج قيادات تضمن استمرار حزب التجمع الوطني للأحرار في الحياة السياسية المغربية. أما يوسف أكياز، شاب من إقليمالحوز، فيرى في تصريح لهسبريس أن "شباب المنطقة في حاجة ماسة إلى التكوين لتطوير ذواتنا ولتحصيل الثقافة السياسية ومعلومات حول المجال السياسي والإداري، وهذا ما ننتظره من التكوينات التي تشكل برنامجا للجامعات التي تنظمها المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة مراكش أسفي". يذكر أن الجامعة الخريفية عرفت تنظيم مجموعة من الورشات، من قبيل "الحضور النسائي في العمل السياسي والجمعوي"، "أسس الاحترام بين الرأي والرأي الآخر في النضال والنقاش السياسي"، "الأخلاق في عالم الاقتصاد والمقاولة"، "محاربة العنصرية وتعزيز قيم التسامح والتعايش". يشار إلى أن هذا التكوين أشرف عليه أعضاء المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وخبراء في مجالات معرفية وعلمية متعددة.