ما كادت صفارة حكم المقابلة التي جمعت المنتخب المغربي لكرة القدم ضد نظيره الإيفواري تعلن عن انتهاء اللقاء بانتصار المغرب، بإصابتين نظيفتين ، حتى تعالت أصوات منبهات السيارات في كل أرجاء "مدينة الإنبعاث"، إيذانا بالفرح نتيجة تأهل أسود الأطلس لمونديال 2018 في روسيا. كان إحساس عارم بضمان المغرب ورقة التأهل للعب المباريات النهائية لكاس العالم في روسيا يعم شاطئ مدينة أكادير، التي نصبت فيها شاشة عملاقة تتبع من خلالها عشرات الآلاف من الأشخاص النقل المباشر للقاء الذي أبلى فيه أسود الأطلس بلاء قل نظيره، أعاد للأذهان نشوة تأهل منتخب اسود الأطلس للدور الثاني من مونديال مكسيكو سنة 1986 ، ليكون بذلك أول منتخب إفريقي يجتاز الدور الأول من نهائيات كأس العالم. وتدفق عشرات الآلاف من المواطنين على الساحات والشوارع العمومية لأكادير، بشكل تلقائي امتزجت فيه نشوة الانتصار بروح الوطنية التي تسكن أفئدة المواطنات والمواطنين، بينما كانت الأعلام الوطنية تلف أجساد الشابات والشبان، والنساء والرجال، وحتى الأطفال الذين كانوا صحبة أولياء أمورهم، حيث بدا زحف جماهيري كبير يجوب الشوارع الرئيسية ذهابا وإيابا، في انتظام وانضباط ينم عن مستوى رفيع من التحضر الذي كان على الدوام سمة مميزة للشخصية المغربية في مثل هذه المناسبات الاحتفالية. كان السائقون يرحبون بامتطاء الراجلين لسياراتهم كتعبير منهم عن الفرح الجماعي بانتصار النخبة المغربية لكرة القدم . كما أقدم عدد من أصحاب سيارات نقل البضائع إلى تحويل مركباتهم إلى سيارات للنقل الجماعي للأفراد دون شروط أو تمييز لأن نشوة التأهل للمونديال كانت القاسم المشترك بين الجميع. صدحت الحناجر طويلا، وفي كل الأماكن بأكادير، مرددة النشيد الوطني الذي امتزج مع أصوات منبهات السيارات والدراجات النارية. كما أقبلت الجماهير على مقاطع من أغاني دأب المغاربة على إنشادها في مثل هده المناسبات، ولم تخل احتفالات ساكنة مدينة أكادير أيضا بتأهل المغرب لمونديال روسيا من ترديد "الصلاة والسلام على رسول الله"، وإطلاق زغاريد النسوة التي لم تستطع أصداء منبهات السيارات أن تغطي على سماعها صداحة مدوية.