لم تكن صفارة الحكم الإيفواري ديزيري دوي نومندياز فقط إيذانا بنهاية مباراة المنتخبين المغربي والجزائري،التي أقيمت مساء أمس السبت بملعب مراكش الجديد برسم الجولة الرابعة ضمن تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم والتي حسمها "أسود الأطلس" برباعية نظيفة بل انطلاقة عرس شاركت فيه الآلاف من الجماهير،التي خرجت عن بكرة أبيها للتعبير عن فرحتها بهذا الفوز الكاسح الذي يضع الفريق الوطني على سكة التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم المقررة عام 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية. فبهذا الانتصار،الذي كان أفضل خيار في مباراة الديربي المغاربي،اعتلى الفريق الوطني ريادة ترتيب المجموعة الرابعة برصيد سبع نقاط،فيما تتقاسم منتخبات إفريقيا الوسطى وتانزانيا والجزائر المركز الثاني برصيد أربع نقاط. فبعدما تتبع الجمهور شيبا وشبابا رجالا ونساء بشغف كبير وبكل جوارحهم هذا الديربي الكروي المغاربي المثير الذي كسبه المنتخب المغربي نتيجة وأداء،خرجت حشود غفيرة للشوارع مباشرة بعد نهاية اللقاء للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية ومرددة شعارات تمجد هذا الفوز العريض الذي طالما انتظروه مستحضرين ذكريات مكسيكو 970 و1986 ومونديال فرنسا 1998 وملحمة ديرداوا وأديس أبابا عام 1976 حينما عاد أصدقاء العميد أحمد فرس ظافرين غانمين بالكأس الإفريقية من أرض الحبشة ثم ملحمة ملعب رادس بتونس عام 2004 حينما بلغ "أسود الأطلس" الدور النهائي. ففي شوارع العاصمة الرباط،أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم التي شكلت قوافل على طول شوارع محمد الخامس وعلال بنعبد الله والنصر وغيرها عازفين سمفونية رائعة شبيهة بتلك التي عزفها اليوم على المستطيل الأخضر مروان الشماخ وأسامة السعيدي والمهدي بنعطية ويوسف حجي وباقي أسود الأطلس الذين كبر طموحهم ليضربوا موعدا في النهائيات القارية مع أعتى المنتخبات الإفريقية. كما كانت حناجر هذه الجماهير الغفيرة تحيي أسود الأطلس،فيما تعالت زغاريد النساء اللواتي جعلن من سطوح العمارات والمنازل منارات أضاءت جوانبها شموع الفرحة التي عمت جميع الأفئدة في كل درب وزقاق بمدينة الرباط وطبعا في باقي مدن المملكة. واحتفل الأطفال والشباب كل بطريقته الخاصة منهم من قام برقصات فولكلورية ومنهم من كان يقوم بألعاب بهلوانية تعبيرا عن بهجتهم بهذا الفوز التاريخي.