واصلت الصحف الصادرة في أمريكا الشمالية رصدها للتداعيات السياسية للانتخابات المحلية التي جرت يوم الثلاثاء في الولاياتالمتحدة، والانتقادات التي يواجهها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو حول قضية " الملاذات الضريبية"،كما تطرقت الى ردود الفعل إزاء تنفيذ حكم الإعدام في حق أحد المواطنين المكسيكيين في تكساس. وتحت عنوان "الضواحي تتمرد على ترامب وتهدد الحزب الجمهوري سنة 2018"، كتبت (نيويورك تايمز) أن الفوز الذي أحرزه المرشحون الديمقراطيون في انتخابات يوم الثلاثاء، تكشف عن الاستياء العميق للناخبين من الطبقة الميسورة الأمريكية التي شكلت في السابق ركيزة للحزب الجمهوري. واعتبرت الصحيفة أن الانتصارات التي حققها الديمقراطيون خاصة في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، عززت الثقة لدى قادة الحزب الذين يتنبؤون منذ الآن بأن تكون الاغلبية التي يتوفر عليها الحزب الجمهوري بمجلس الشيوخ بفارق مقعدين،على المحك في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نونبر 2018. من جانبها، رأت (واشنطن بوست) في نتائج انتخابات يوم الثلاثاء دليلا آخر على أن "الأرض تهتز تحت أقدام الحزب الجمهوري"، موضحة أن أنصار الحزب استيقظوا الأربعاء على وقع سلسلة من الهزات الارتدادية في أعقاب الانتصارات المدوية التي حققها الديمقراطيون في ولاية فرجينيا وغيرها من الولايات، والتي تخطت بكثير التوقعات في كلا المعسكرين. وكتبت الصحيفة أن هذا الأداء، وخاصة في الضواحي الرئيسية على امتداد البلد، يثبت نجاعة الاستراتيجية التي اعتمدها الديمقراطيون في الكونغرس في وقت سابق من هذا العام، في محاولة لاسترداد الأغلبية وذلك عبر استغلال موجة الاستياء تجاه الرئيس ترامب، مع التعهد باعتماد الحكامة لاستمالة الناخبين المترددين. من جانبها، أشارت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن انتصار الديمقراطيين في ولاية فرجينيا سمح ببروز أمرين اثنين، يتعلقان بطبيعة تحالف الناخبين المناهضين للرئيس ترامب، وإلى أي حد يمكن أن يكون هذا التحالف مربحا. وأوضحت الصحيفة أن هذا الائتلاف يشمل الناخبين البيض الاغنياء والأقليات وسكان الضواحي والنساء العازبات، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي العام تظهر أن هذه الفئات من الناخبين لم تصوت فقط بأغلبية ساحقة لصالح المرشح الديمقراطي رالف نورثام في الانتخابت المحلية بولاية فرجينيا، بل منحته نتيجة أفضل من تلك التي حققتها هيلاري كلينتون بهذه الولاية في الانتخابات الرئاسية لسنة 2016. في كندا، أفادت صحيفة (لابريس) بأن رئيس الوزراء جوستين تروردو عبر عن ارتياحه للأجوبة التي قدمها ستيفان بونفمان المسؤول المالي بالحزب الليبرالي الحاكم بخصوص قضية "الملاذات الضريبية"، مؤكدة أن رد فعل ترودو قوبل بالتنديد من قبل المحافظين والديمقراطيين الجدد الذين طالبوا بمزيد من الإيضاحات بخصوص هذه القضية. وكتبت الصحيفة أن تسريبات الوثائق المتعلقة بهذه القضية مطلع الاسبوع الجاري، أثارت شبهات حول تورط بونفمان في استخدام ملاذات ضريبية للتملص من دفع ملايين الدولارات من الضرائب بكندا، موضحة أن ترودو أعلن من هانوي في فيتنام أنه تلقى ضمانات من برونفمان بأن كافة المعاملات المالية تمت وفقا للقانون. "صحيفة ( لوجورنال دو كيبك) أفادت أنه على الرغم من تورطه في قضية الملاذات الضريبية، فإن المسؤول المالي للحزب الليبرالي سيحتفط بمنصبه وفقا لما قرره رئيس الوزراء جوستين ترودو الذي عبر عن ارتياحه للتوضيحات التي قدمها "صديقه". في موضوع آخر، ذكرت صحيفة (لوجورنال دو مونريال) أن أحزاب المعارضة في كيبك طالبت الحكومة المحلية بتسريع مسلسل منح تراخيص العمل لطالبي اللجوء مشيرة الى أن فقط 330 رخصة عمل تم تسليمها منذ شهر يوليوز الماضي، مسجلة أن هذه الفترة شهدت عبور أزيد من 10 آلاف مهاجر حدود كيبك بطريقة غير قانونية. وذكرت الصحيفة أن آلاف المهاجرين خاصة المنحدرين من هايتي، فروا من الولاياتالمتحدة خلال الصيف الماضي في اتجاه كندا بعدما هدد الرئيس ترامب بسحب وثائق الإقامة الممنوحة لهم، مشيرة الى ان وزير الهجرة أحمد حسين عزا العدد القليل لتراخيص العمل الممنوحة إلى كون طالبي اللجوء لم يتقدموا بطلبات في هذا الشأن. في المكسيك، أفاد ت صحيفة (إل يونيفرسال) أنه تم تنفيذ حكم الاعدام في حق سجين مكسيكي بولاية تكساس، أدين بتهمة القتل ، على الرغم من المعارضة القوية للسلطات المكسيكية والانتقادات الحادة لخبراء من الأممالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن وزارة الشؤون الخارجية المكسيكية قولها إن "المكسيك تدين إعدام روبن كارديناس راميريز"، واصفة حكم الاعدام بأنه انتهاك للقانون الدولي. صحيفة (إل سول دي مكسيكو)،نقلت عن القنصل العام للمكسيك في تكساس، كارلوس غونزاليس غوتيريز قوله، "إن الامر لايتعلق بالإدانة أو البراءة بل باحترام حقوق الانسان وقواعد العدالة". من جهة أخرى، أوردت صحيفة (لا خورنادا) أن الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، الذي سيزور هانوي يومي 10 و11 نونبر الجاري للمشاركة في اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي، أكد أن حكومته ملتزمة بتكثيف تعاونها الكامل مع فيتنام على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.