اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة أمريكا الشمالية بتأثير نتائج الانتخابات التمهيدية بويسكونسن على السباق نحو البيت الأبيض، ووضعية الاقتصاد الأمريكي، ومكافحة كندا للتهرب الضريبي في أعقاب قضية (أوراق بنما) وعدم اليقين بشأن مستقبل توماس موكلير كرئيس للحزب الديمقراطي الجديد. وهكذا، اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) أن نتائج الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ويسكونسن التي جرت أمس الثلاثاء، وتعرض فيها دونالد ترامب للهزيمة أمام سيناتور تكساس تيد كروز، قد تشكل "نقطة تحول" في السباق، حيث يبدو الآن أن رجل الأعمال المنحدر من مانهاتن أكثر ضعفا بسبب أخطائه. وبالنسبة للصحيفة فإن الملياردير النيويوركي كان يتصرف في نواح كثيرة كاستراتيجي ومستشار سياسي وقائد في التواصل، ولكن حدود هذه المقاربة أضحت أكثر وضوحا. وأضافت الصحيفة أن لا شيء تقرر بعد وأن الاستحقاقات المقبلة للظفر بتزكية الحزب الجمهوري ستحدد ما إذا كان هذا المنحى سيتأكد أم أن ترامب سيتمكن من عكس الأمر وبالتالي كسب تذكرة الترشح باسم الحزب الجمهوري. في السياق ذاته، أبرزت (نيويورك تايمز) أن استفزازات ترامب في حملته الانتخابية أدت في نهاية المطاف لتوجيه ضربة قوية له في الانتخابات التمهيدية في ويسكونسن. في المعسكر الديمقراطي، أوضحت الصحيفة أن الفوز الساحق لسيناتور فيرمونوت، بيرني ساندرز، في ويسكونسن، السابع في ثمان انتخابات الماضية، كان له أثر في تخفيض تقدم منافسته هيلاري كلينتون من حيث عدد المندوبين الذين وعدوا بالتصويت لصالحه، مشيرة إلى أن الولايات التي ستجرى فيها الانتخابات المقبلة تصب في مصلحة كاتبة الدولة السابقة. بدورها، سلطت (واشنطن تايمز) الضوء على نتائج استطلاع رأي يظهر أن ترامب هو ضحية للهيئة الناخبة النسوية التي قد تجعله يخسر الانتخابات العامة يوم 8 نونبر المقبل في مواجهة هيلاري كلينتون. ويكشف الاستطلاع، الذي أجرته (إنفيستورز بيزنس دايلي)، أن ملياردير مانهاتن لا يحظى بدعم الهيئة الناخبة النسوية لصالح السيدة الأولى سابقا التي حصلت على 52 بالمئة مقابل 29 بالمئة لترامب، الذي يتفوق قليلا على كاتبة الدولة السابقة بين الناخبين الذكور، بÜ42 بالمئة مقابل 41 بالمئة. على الصعيد الاقتصادي، أبرزت صحيفة (وول ستريت جورنال)، نقلا عن بيانات فدرالية، أن التجارة الخارجية، التي لا تزال تشكل عائقا أمام نمو الاقتصاد الأمريكي خلال العامين الماضيين، يمكن أن تستمر في الإلقاء بثقلها على أداء أكبر اقتصاد عالمي في الربع الأول من السنة الجارية. وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاديين اضطروا إلى خفض توقعاتهم لنمو الناتج الداخلي الخام بالنسبة للأشهر الثلاثة الأولى للعام الحالي إلى 0.4 بالمئة مقابل 0.7 بالمئة التي كانت متوقعة في السابق. وأوضحت أن النمو غير المستقر على الصعيد العالمي قد قلل الطلب على المنتجات الأمريكية، وأن قوة الدولار مقابل العملات الأخرى قد أثر على الصادرات بجعلها أكثر تكلفة للزبائن الأجانب. في كندا، كتبت صحيفة (لوسولاي) أن العديد من الكنديين سيشاطرون حماس وزيرة الإيرادات، ديان لوبوتيليي، بخصوص الكشف عن المتورطين الكنديين في قضية "أوراق بنما" عندما يكون لديهم ضمان بأن كندا تبذل قصارى جهدها لمكافحة التهرب الضريبي الذي يعد أولوية بالنسبة للحكومة الليبرالية والذي يكبد الخزينة الكندية خسائر تتراوح ما بين 5 و8ر7 مليار دولار كل سنة، مشيرة إلى أن لائحة الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين لم تكشف في الوقت الراهن عن أي سياسي كندي متورط في قضية التهرب الضريبي. من جهتها، ذكرت صحيفة (لودوفوار) أنه بالرغم من التدابير التي أعلن عنها وزير المالية الكندي، بيل مورنو، لجعل النظام الضريبي أكثر عدالة ومعاقبة التهرب الضريبي، فإن الوقت قد حان لوضع حد للتهاون مع المتواطئين مع الشركات التي تتجنب دفع الضرائب خاصة شركات المحاسبة ومكاتب المحاماة والمستشارين الماليين الذين يعملون على إرضاء العميل للحصول على أتعاب سخية، مشيرة إلى توقيع حكومة المحافظين المنتهية ولاياتها عشرات الاتفاقات مع الدول، بما في ذلك العديد من الملاذات الضريبية، لتجنب الازدواج الضريبي على أرباح الشركات، مما ساعد الشركات الكندية على نقل مقارها الاجتماعية إلى هذه البلدان حيث نسبة الضريبة منخفضة للغاية. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة (لودروا) أن مستقبل رئيس الحزب الديمقراطي الجديد، توماس موكلير، سيكون في المحك عند انعقاد المؤتمر العام للحزب نهاية الأسبوع بمدينة إدمنتون، معتبرة أن موكلير يستحق البقاء في منصبه وأن لا يسقط الديمقراطيون في فخ تغيير رئيس الحزب فقط لأنه خسر الانتخابات العامة شهر أكتوبر الماضي خاصة في ظل عدم وجود أية شخصية من العيار الثقيل لخلافته. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لابريس) أنه لا يمكن حاليا التكهن بالمستقبل السياسي لموكلر وأن بقاءه على رأس الحزب الوطني الديمقراطي لا يزال غير مؤكدا على بعد خمسة أيام من التصويت على الثقة يوم الأحد القادم، مشيرة إلى وجود عدة انقسامات حول الموضوع من طرف منتسبي الحزب بجميع أنحاء البلد. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن موارد تقدر بحوالي 299 مليار دولار تم إيداعها باسم شركات وأفراد مكسيكيين في الملاذات الضريبية القائمة في مناطق مختلفة من العالم، وفقا لبحث أجرته المنظمة غير الحكومية "الشبكة من أجل العدالة الضريبية". وأضافت الصحيفة أن هذا المبلغ، الذي يعادل تقريبا ثلاثة أضعاف رصيد الدين الخارجي للحكومة الفدرالية (82 مليار و320 مليون دولار في دجنبر الماضي) وفقا للأرقام الرسمية، يهم فقط الأصول المالية ولا يتضمن الآليات المستخدمة في اقتناء المنازل واليخوت والطائرات أو الأعمال الفنية. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فكتبت أن خطاب الحملة الانتخابية المعادي للمهاجرين في الولاياتالمتحدة الذي انتشر في قطاعات أخرى من المجتمع في هذا البلد الأمريكي الشمالي دفع الحكومة المكسيكية إلى إعادة النظر في استراتيجيتها لمواجهة خطاب "التأزيم، والمعلومات الخاطئة" والذي يكشف عن الأحكام المسبقة، حسب وزيرة الخارجية المكسيكية كلوديا رويز ماسيو. وأبرزت الوزيرة، في مقابلة مع الصحيفة، أنه لهذا السبب قام الرئيس انريكي بينيا نييتو بتعيين كارلوس مانويل سادا سولانا، القنصل العام الحالي للمكسيك في لوس أنجلوس، سفيرا جديدا للبلاد في الولاياتالمتحدة. ببنما، واصلت الصحف متابعة تداعيات تسريبات (أوراق بنما)، وأبرزت صحيفة (لا إستريا) أن الحكومة سترد بإجراءات عقابية على كل بلد سيدرج بنما ضمن لائحة "الملاذات الضريبية" إثر الكشف عن شبكة دولية للتهرب الضريبي عبر شركات وهمية أنشأها مكتب المحاماة البنمي (موساك فونسيكا). وأضافت الصحيفة أن هذا القرار يأتي في المقام الأول ضد فرنسا التي أعلن وزيرها في المالية عن عزمه إدراج بنما ضمن "الملاذات الضريبية" لكونها فشلت في تطبيق تبادل المعلومات الضريبية وانتهكت اتفاقا ثنائيا بين البلدين. في السياق ذاته، نقلت صحيفة (لا برينسا) عن وزير الشؤون الرئاسية، ألفارو أليمان، قوله أن بنما تتوفر على قانون يضع إجراءات عقابية ضد البلدان التي تضع بنما ضمن (اللوائح الرمادية)، مبرزة أن المسؤول أكد بخصوص قرار الحكومة الفرنسية أن بنما "ستدرس الوضع وستتخذ بعض التدابير، من بينها تدابير عقابية". أما بالدومينيكان، فقد كتبت صحيفة (دياريو ليبري) أن مشروع "الجمهورية الرقمية" للفترة 2016-2020 الذي أطلقه أمس الثلاثاء الرئيس دانيلو ميدينا، يروم تحقيق ثورة تكنولوجية في مجال تطوير وتعميم استعمال الإنترنت لتسهيل الوصول إلى المعلومة وتحقيق الشفافية والحد من البيروقراطية بالإدارات الحكومية، كما سيساهم في فتح أسواق جديدة لتوفير المعدات وتطوير التطبيقات والبرمجيات الوطنية، مبرزة أن المبادرة، التي تهدف أيضا إلى وضع برنامج لمحو الأمية الرقمية وإنشاء مكتبة إلكترونية، تقوم على منح مليون جهاز حاسوب للطلاب وتعميم الانترنت لدى الأسر وبالأماكن العمومية وتركيب أكثر من 500 كيلومتر من كابلات الألياف البصرية. من جهتها، تطرقت صحيفة (إل نويبو دياريو) إلى قضية إطلاق سراح خمسة مواطنين فنزويليين من دون توجيه أية تهمة لهم بعدما تم إلقاء القبض عليهم من طرف عناصر المديرية العامة لمكافحة المخدرات أثناء محاولتهم تهريب 350 كلغ من مخدر الكوكايين كانت على متن طائرة سياحية قادمة من فنزويلا، مشيرة إلى إعلان المحكمة العليا أمس الثلاثاء، بناء على التحقيقات الأولية التي قدمتها المفتشية العامة للمجلس الأعلى للقضاء، عن توقيف القاضية بالمحكمة الخاصة لمدينة (لارومانا) "شرق" التي أصدرت الحكم، الذي أثار انتقادات واسعة لدى مختلف الأوساط، وإحالتها على ذمة التحقيق للكشف عن مختلف ملابسات العملية والقبض على جميع المتواطئين مع الشبكة الدولية للإتجار الدولي بالمخدرات وتقديمهم للعدالة.