هيمنت الأخبار المتعلقة بالانتخابات التمهيدية الأمريكية الحاسمة بولاية ويسكونسن والاتهامات الموجهة إلى رئيس الخزينة بإقليم كيبيك الكندي، وتفاعلات فضيحة (اوراق بنما) على عناوين أهم الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء بأمريكا الشمالية. وكتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن المرشحين الأوفر حظا بالحزبين الجمهوري والديموقراطي كانا في وضع دفاعي طيلة مراحل الحملة الانتخابية بولاية ويسكونسن، حيث ستجرى اليوم انتخابات تمهيدية قد تخلط الأوراق مجددا بالحزبين. وأضافت أنه بالمعسكر الجمهوري، يحاول دونالد ترامب تدارك تأخره في استطلاعات الرأي، خاصة بعد سلسلة من الانتكاسات خلال الاسبوع الماضي عقب تصريحاته المثيرة للجدل، لافتة إلى أن الوقت قد يكون قد حان لوضع نهاية لهيمنة ترامب على الانتخابات. واعتبرت أن أي خسارة بولاية ويسكونس قد تعتبر بمثابة بداية تراجع قطب العقارات الذي هيمن على سباق الحزب الجمهوري منذ بداية الحملة الانتخابية. أما بالجانب الديموقراطي، توجد هيلاري كلينتون بدورها في وضعية صعبة في مواجهة سيناتور فيرمونت الذي حول سباقا كان يبدو سهلا بالنسبة لوزيرة الخارجية السابقة إلى منافسة محتدمة وشاقة، مضيفة أن فوز ساندرز في ويسكونسن سيقوي من حظوظه، خاصة بعد انتصاراته الثلاثة الأخيرة، واكتسابه مزيدا من المصداقية بفضل برنامجه المناهض لوول ستريت. في السياق ذاته، اعتبرت (نيويورك تايمز) أن المرشحين الأوفر حظا بالحزبين مطالبين بتحقيق الانتصار بولاية ويسكونسن إذا ما أرادا مواصلة السير نحو الظفر بترشيح حزبيهما، موضحة ان دونالد ترامب يتعين أن ينبعث من رماده بعد أسبوع كارثي، للفوز بأكبر عدد من المندوبين لتجنب حسابات المؤتمر الوطني للحزب المرتقب في يوليوز المقبل. ولاحظت الصحيفة، في تحليل للصحفي جوناثان مارتان، أنه على الجانب الديموقراطي، تسود بولاية ويسكونسن ثقافة تقدمية يمكن ان تلعب لصالح سنادرز، الذي يتعين أن يوقع على فوز كاسح لعكس اتجاه استطلاعات الرأي وتهديده حظوظ منافسته، التي تعتزم تحقيق تقدم كبير. في السياق ذاته، أبرزت صحيفة (بوليتيكو) أن دونالد ترامب يواجه صعوبات بعد أسبوع حافل من التصريحات المثيرة للجدل لرجل الأعمال، مضيفة أن هذه التصريحات حول النساء والسياسة الخارجية، فضلا عن التصرفات العدوانية لمستشاره السياسي الرئيسي ضد أحد المواطنين، انعكست على شعبيته في استطلاعات الرأي. بكندا، كتبت صحيفة (لو سولاي) أنه لم يتم تسجيل أي شيء قد يقوض عمل الحكومة الليبرالية بكيبيك، بقيادة فيليب كويار، منذ تشكيلها، وذلك بفضل ضعف المعارضة التي تركت أنظار الإعلام موجهة إليها، موضحة أن الأمور قد تغيرت خاصة بعد بروز اتهامات ضد رئيس مجلس الخزينة، سام حمد، باستغلال النفوذ، وهو ما قد يضر بصورة الحكومة وصورة كويار ويقوض جهود إعادة انتخابه سنة 2018. أما صحيفة (لو دروا) فقد أبرزت أن لكويار ما يكفي من المشاكل منذ يناير الماضي وهو ليس في حاجة إلى مزيد من الشكوك التي تحوم حول تصرفات رئيس الخزينة، سام حمد، الذي يلعب دورا مهما في التدبير المالي للدولة، مضيفة أن الوزير الأول تجاوز واجبه بالبقاء صامتا بخصوص هذه القضية، وهو ما يعتبر ضمنيا دفاعا عن وزيره. على الصعيد الدولي، أشارت صحيفة (لو دوفوار) إلى أن الصدمة العالمية للتسريبات الأولية ل (أوراق بنما) خلفت موجة من الإدانة وردود فعل الحكومات التي أمرت بفتح تحقيقات في الموضوع، موضحة أن الأمر يتعلق بأكبر عملية تسريبات في تاريخ الصحافة، والتي تكشف بشكل غير مسبوق عن استعمال "الجنان الضريبية" من طرف رؤساء دول ومسؤولين سياسيين ورياضيين ورجال أعمال. وأضافت أن حكومة جاستن ترودو تركت الباب مفتوحا بدورها لفتح تحقيق في الموضوع، موضحة أن أسماء المئات من الكنديين برزت في التسريبات، لكن لا وجود لأي شخصية عمومية. من جانبها، اعتبرت صحيفة (جورنال دو مونريال) أن هذه التسريبات "غير مفاجئة لكنها مدهشة في الوقت نفسه"، موضحة أنها غير مفاجئة لأن العالم كله يعلم أن العديد من الشركات تلجأ إلى ممارسات مختلفة للتهرب الضريبي، لكنها مدهشة لأنها تبرز حجم انتشار الظاهرة ما يفسر صعوبة التوصل إلى اتفاق عالمي لمحاربة التهرب الضريبي. ببنما، أبرزت صحيفة (لا برينسا) أن عشرات البلدان عبر العالم فتحت تحقيقات لمعرفة مدى تورط الشركات والأشخاص الذين وردت أسماؤهم في (أوراق بنما) في التهرب الضريبي أو غسيل الأموال، موضحة أن فضيحة مكتب المحاماة "موساك فونسيكا" وضعت بنما في قلب دوامة عالمية من ردود الفعل، خاصة في ظل وجود شخصيات سياسية شهيرة على علاقة بهذا الموضوع. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لا إستريا) أن الكشف عن (أوراق بنما) يعد بمثابة هجوم عالمي على النظام المالي لبنما ومحاولة لإلصاق صفة "الجنة الضريبية" ببلد يتوفر على قوانين تفرض مستوى معينا من الشفافية ومحاربة الفساد، مبرزة أن هذا الهجوم يندرج في سياق الضغط الذي تعرضت له بنما سابقا من طرف منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من اجل تبني نموذجها في التبادل التلقائي للمعلومات المالية. بالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن رئيس المجلس التنسيقي للأعمال، خوان بابلو كاستانيون، طالب بإجراء تدقيق معمق من قبل السلطات الضريبية ضد أولئك الذين قاموا بإرسال الموارد الاقتصادية إلى الخارج أو الملاذات الضريبية للتهرب من الضرائب. أما صحيفة (ال يونيفرسال) فتطرقت لزيارة الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه للمكسيك، حيث كتبت أن حكومتي المكسيك وكوريا الجنوبية أعربتا عن إدانة "قوية" لتطوير واستخدام الأسلحة النووية "من قبل أي دولة"، وأكدتا التزامهما بقيم السلم والأمن الدوليين. وأضافت الصحيفة أن الرئيس انريكي بينيا نييتو، مرفوقا بنظيرته الكورية الجنوبية بارك كون هيه، شدد على أنه بالنسبة للمكسيك فإن التجارب النووية تمثل انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. بالدومينيكان، كتبت صحيفة (دياريو ليبري) أن المسلسل الانتخابي قد دخل مراحله النهائية بإعلان رئيس المجلس الانتخابي المركزي، روبيرتو روزاريو، عن تعبئة نحو 60 ألف من أفراد الشرطة والجيش للحفاظ على النظام العام خلال يوم الاقتراع وتوليهم مسؤولية نقل وحماية المعدات التي سيتم استخدامها في نحو 16 ألف مركز اقتراع بمجموع التراب الوطني، لانتخاب رئيس الجمهورية ونائبه وأزيد من 4 آلاف عضو بالكونغرس والمجالس البلدية، محذرا خلال انطلاق دورة تكوينية لفائدة الشرطة العسكرية الانتخابية، من ارتكاب أي خطأ يمكن أن تترتب عليه انعكاسات سلبية على شرعية وسير العملية الانتخابية برمتها. من جهتها، تناولت صحيفة (هوي) الانتقادات التي وجهها مدير الحملة الوطنية لحزب التحرير، الحاكم، فرانسيسكو خافيير غارسيا، بخصوص عزم الحزب الثوري العصري انتهاج أساليب "قذرة" خلال الحملة الانتخابية في أفق الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية والبلدية المقررة يوم 15 ماي المقبل والتي لا يهدف من ورائها سوى إلى تشويه سمعة الرئيس دانيلو ميدينا وعدد من المسؤولين الحكوميين وذلك من أجل كسب تأييد الناخبين.