نظم عدد من الأساتذة الجامعيين بالكلية متعددة التخصصات بخريبكة، اليوم الخميس، وقفة تضامنية مع من بات يُعرف ب"الأستاذ المعنّف بورزازات"، مع تعليق الدراسة الجامعية بالمؤسسة ذاتها لمدة ساعة، ابتداء من العاشرة صباحا، من أجل التعبير عن استنكارهم العنف الذي مورس في حق رجل تعليم من طرف أحد تلامذته. وجاء الشكل التضامني استجابة لبيان استنكاري صادر عن المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، أشار من خلاله إلى أن "أحد الزملاء الأساتذة، يعمل في مؤسسة للتعليم الثانوي التأهيلي بورزازات، تعرض لاعتداء شنيع أثناء القيام بعمله وتأدية رسالته النبيلة، من طرف أحد المنحرفين في شكل تلميذ". وأعلن التنظيم النقابي ذاته، في البيان الاستنكاري الذي توصلت به هسبريس، "تضامنه المطلق مع الأستاذ الضحية، وإدانته القوية لذلك العمل الشنيع، واعتباره مؤشرا جليا على التردي الخطير والوهن الذي أصاب منظومة التربية والتعليم ببلادنا، ويؤكد ما ذهبت إليه مختلف التقارير المحلية والدولية، والتي ترتب المغرب على مستوى التعليم دون بلدان تعاني ويلات الحروب والفتن". واعتبرت النقابة الوطنية للتعليم العالي ما حدث في ورزازات بمثابة "جريمة نكراء، ونتيجة طبيعية للسياسة الرسمية المتبعة في القطاع منذ عقود، والتي تروم الحط من كرامة العاملين فيه، من خلال الضرب الممنهج لقدرتهم الشرائية، والمس بكرامتهم، والحط من موقعهم الاعتباري داخل المجتمع، وعقابا لهم على الفكر الحر الأبي الذي هو السمة الأساسية لرجل التعليم". وندّد التنظيم النقابي ب"الحملات الإعلامية المستمرة التي لا تستهدف إلا نساء ورجال التعليم، من خلال إبراز الصفة بدون داع منطقي في كل واقعة اجتماعية، بهدف النيل من كرامة هيئة التدريس بصفة عامة"، مستنكرا "التساهل الإجرامي الذي يقترفه بعض المسؤولين الإداريين الجهويين والإقليميين حُيال مظاهر التسيب والإخلال بالاحترام الواجب تجاه الأساتذة والمنظومة التعليمية، والذي لا يمكن أن ينتج إلا المزيد من الاستهتار بكل ما يرمز لسلطة القانون، والتشجيع على الانحراف". وأورد البيان ذاته أن "النقابة تعتبر ما حصل في ورززات، وما يحصل في العديد من المؤسسات الأخرى، مؤشرا واضحا على تلاشي الهيبة التي يتعين أن يتمتع بها القانون داخل المجتمع وكل مؤتمَن على السلطة القانونية، مادية كانت أم معنوية، كما يؤشر على تفسخ وانحلال أواصر الدولة القوية بعدلها ومساواتها بين جميع مواطنيها، وبحفاظها على أمن وسلامة الأشخاص والممتلكات، بعيدا عن قوة العنف الذي يمارس ضد المناضلين من أجل حقوق المواطنة". وبعد أن أكّدت النقابة الوطنية للتعليم العالي "استعدادها للانخراط في كل المبادرات الهادفة للاحتجاج ضد ذلك العمل الجبان، والعمل من أجل كرامة نساء ورجال التعليم وإعلاء شأنهم"، اقترحت في ختام بينها الاستنكاري "جعلَ يوم الاعتداء على أستاذ ورزازات يوما وطنيا لتكريم الأستاذة والأستاذ"، حسب البيان النقابي.