في جريمة غامضة، اهتزت لوقعها الأوساط التربوية والمجتمعية والتلاميذية، على صعيد إقليمورزازات، تعرض أستاذ لمادة الفلسفة بثانوية الرازي التأهيلية بتازناخت، عبد العزيز بنحدوش، صباح الأحد 22 مارس 2015، لاعتداء دموي من طرف عناصر مجهولة، وهو لحظتها يسوق سيارته باتجاه دوار تغدوت لزيارة منزل أسرة زوجته، ما تسبب له في إصابات بليغة على مستوى الرأس والأطراف، ومناطق مختلفة من جسده، نقل إثرها صوب المستشفى الإقليمي سيدي حساين بناصر بورزازات لتلقي الإسعافات الضرورية. الاعتداء الذي خلف استنكارا واسعا وسط عموم العاملين بالمؤسسة، وعموم الشغيلة التعليمية بالمدينة، حمل النقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش) التي يشغل الضحية عضوا بمكتبها، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، إلى تعميم بيان استنكاري، أعلنت في مضمونه عن تضامنها المبدئي واللامشروط مع الأستاذ الضحية، ومع أسرته وتلاميذه وتلميذاته، معتبرة الاعتداء بمثابة اعتداء على كافة أفراد أسرة التعليم، وداعية السلطات المعنية إلى فتح تحقيق في حيثيات وملابسات هذا الاعتداء، ومعاقبة الجناة والمتورطين فيه، بينما جاء في تعليق بأحد المواقع الاجتماعية ما يفيد أن الاعتداء «جاء عقب إصدار الضحية لعمل روائي»، ما يمكن أن يرفع من درجة اهتمام الرأي العام بتفاصيل الحادث. ويأتي الاعتداء على أستاذ الفلسفة بتازناخت إقليمورزازات، بعد أسبوعين فقط من اعتداء تعرض له أحد أساتذة مادة الفلسفة أيضا بثانوية ابن زهر بوزان، عبد الرحيم الحميداني، يوم السبت 7 مارس 2015، على يد تلميذ، نتجت عنه كدمات وجروح على مستوى الوجه والعين، إضافة إلى ضياع بعض الأغراض الشخصية، وصدمة نفسية جسيمة، حسب بيان عممه المكتب المحلي للجامعة الوطنية للتعليم (ا. م. ش) بوزان، الذي أكد أن الضحية تعرض للاعتداء لحظة مغادرته مقر عمله، في حين أعرب ذات المكتب النقابي عن «إدانته واستنكاره لهذا الاعتداء الخطير، ولغيره من حالات العنف التي تستهدف نساء ورجال التعليم»، ومعلنا عن «تضامنه المطلق مع الأستاذ المعتدى عليه»، مع «استعداده لمتابعة الملف»، يضيف في بيانه الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه. الاعتداء على أستاذي مادة الفلسفة بإقليميورزازات ووزان أعاد للأذهان جرائم استهداف مدرسي المادة، ومنها مثلا تعرض أستاذ المادة بثانوية سد بين الويدان بأفورار، خالد الداودي، لمحاولة اعتداء بأداة حديدية، بعد مغادرته لمقر عمله، يوم الخميس 4 أبريل 2013، من طرف تلميذ كان بمعية شخصين آخرين، ثم واقعة قيام مدير ثانوية أولاد زراد، إقليمقلعة السراغنة، يوم الجمعة 28 دجنبر 2012، باعتداء بشع على أستاذ لمادة الفلسفة، خليل بية، سبا وضربا، أمام مرأى من تلامذته داخل حجرة الدرس، في حين يتذكر الجميع حادث تعرض أستاذ للفلسفة بثانوية القاضي بن العربي بتطوان، نورالدين صايم، يوم الجمعة 11 دجنبر 2009، لاعتداء شنيع على يد تلميذ يمارس إحدى الرياضات، لا لشيء إلا لأنه لم يقبل بالنقطة المحصل عليها، ما تسبب لضحيته في كسر على مستوى الكتف والذراع الأيمن، ألزمه الخضوع لعملية جراحية مكث بسببها تحت العلاج لعدة أشهر. وربما كان بديهيا أن يتذكر المتتبعون إقدام أفراد من العناصر المتطرفة، خلال أكتوبر 2012، على ترهيب أستاذ لمادة الفلسفة بثانوية مولاي علي الشريف بالريش، إقليم ميدلت، حميد بنطاهر، ذلك بعد تعرضه، من طرف هؤلاء المتطرفين، للتعنيف داخل المؤسسة، ركلاً وضرباً، وتهديده بالذبح، على خلفية موقفهم المتعصب مما يجري بناد تربوي، وقد دعوا التلاميذ، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي» آنذاك، إلى مقاطعة مادة الفلسفة على أساس تعارضها، حسب رأيهم، مع الدين ونشرها للإلحاد والزندقة، ووقتها دخل أساتذة مادة الفلسفة، بالمؤسسة المذكورة، في إضراب عن العمل، والمطالبة، في بيان لهم، بحماية سلامتهم الجسدية والنفسية، والحد من «أساليب الحقد والكراهية والتطرف والتكفير» التي ينشرها المعتدون ضدهم.