ينتظر العالم معاينة جمال لؤلؤة ثقافية ومعمارية جديدة في قلب مدينة أبو ظبي الإماراتية، تتمثل في متحف "اللوفر أبوظبي"، يوم السبت المقبل، الذي سيفتتح في حفل بهيج يترأسه قادة الإمارات العربية المتحدة، بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشخصيات عالمية عديدة. ويفتتح الجالس على عرش المملكة هذا المتحف إلى جانب المسؤولين الإماراتيين الذين حرصوا على حضور العاهل المغربي، وبرفقته رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف المهدي قطبي، ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج. وستكون مناسبة للتملي في محتويات هذا المتحف الذي جاء ثمرة اتفاقية بين حكومتي الإمارات وفرنسا عام 2007. وسيعرض "اللوفر أبوظبي" الأعمال الفنية ذات الأهمية التاريخية والثقافية والاجتماعية القادمة من أقدم العصور حتى الزمن المعاصر. وسيغطي المتحف الذي وضع تصاميمه المعماري الحائز على جائزة برتزكر العالمية جان نوفيل مساحة 9200 متر مربع من صالات العرض الفنية. ويضم المتحف قاعات عرض فنية، من بينها قاعة العرض الدائمة، والتي ستعرض المجموعة الفنية الدائمة للمتحف، وستأخذ الضيوف في رحلة عبر الزمن من أقدم العصور إلى المعاصرة منها، من خلال أعمال فنية تستعرض حضارات مختلفة. كما ستكون هناك قاعة مخصصة للمعارض المؤقتة وفق أعلى المعايير العالمية. ويقوم "اللوفر أبوظبي" بإثراء مجموعته الدائمة من خلال استعارة أعمال فنية من العديد من المتاحف الفرنسية الشهيرة، مثل متحف اللوفر، ومتحف أورسيه، ومركز بومبيدو. ومن خلال تقديم مختلف الحضارات في المساحات ذاتها، والمعارض، والمواضيع العالمية، والتأثيرات المشتركة، سيتم تسليط الضوء على أوجه التشابه والتبادلات الناشئة عن التجربة الإنسانية المشتركة التي تتجاوز حدود الجغرافيا، والتاريخ والجنسية. أما في ما يتعلق بالتصميم فقد ابتكر المعماري نوفيل قنوات مائية تمر من خلال المتحف مستوحاة من "الأفلاج"، وهي نظام الري عند العرب؛ بينما استوحيت القمة الهندسية من العمارة العربية التقليدية، إذ تتيح للإضاءة الطبيعية اختراقها إلى داخل المبنى، كالتي تشاهد عند مرور أشعة الشمس عبر سعف أشجار النخيل المتداخلة، التي كان يتم استخدامها في سقف المنازل التقليدية لتمنح ظلالاً خلابة وتشكل وابلاً من نور. وترتفع قبة المتحف التي يبلغ وزنها الإجمالي 7500 طن على أربعة أعمدة تفصل بينها مسافة تُقدر ب110 أمتار داخل ثنايا المتحف، ويصل ارتفاعها عن مستوى الطابق الأرضي وحتى الحافة السفلية للقبة إلى 29 مترًا. أما أعلى نقطة في القبة فهي على ارتفاع 40 مترًا عن مستوى سطح البحر، و36 مترًا عن مستوى الطابق الأرضي.