اعتلت المياه المعدنية الأوربية الفاخرة عرش موائد الطبقات المغربية المخملية والمتوسطة والسياح الأجانب الأغنياء بالمغرب في السنوات الأربع الأخيرة، حيث ارتفع حجم استهلاكها إلى أزيد من 60 مليون لتر في ظرف ثلاث سنوات ونصف. ونالت المياه المعدنية الفرنسية حصة الأسد في سوق المياه المعدنية المستوردة من الخارج بالمغرب، في الوقت الذي ارتفع حجم استهلاك المغاربة من المياه المعدنية المحلية ومياه المائدة المعالجة في الوحدات الصناعية بالمدن المغربية. وكشفت بيانات إحصائية خاصة بواردات المغرب من المياه المعدنية والمشروبات غير الكحولية، التي تقبل على استهلاكها الطبقات الغنية والمتوسطة، إلى جانب السياح الأجانب الذين يرتادون الوحدات السياحية الفخمة والمطاعم المغربية الفاخرة، أن المغرب استورد خلال سنة 2014 ما يناهز 16 مليون لتر من هذه المياه والمشروبات غير الكحولية بقيمة إجمالية قاربت 129 مليون درهم. فيما استورد سنة 2015 ما يقارب 14 مليون لتر بقيمة 121 مليون درهم، قبل أن يرتفع إلى 17.6 مليون لتر في العام الماضي بقيمة ناهزت 125 مليون درهم، ليستقر في مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي في حدود 14 مليون لتر بقيمة 89 مليون درهم، في ظرف ستة أشهر فقط. ويتزامن الانتعاش، الذي سجلته الواردات المغربية من المياه المعدنية الأجنبية، مع تسجيل تزايد في إقبال الأسر المغاربة على استهلاك المياه المعدنية المعبأة محليا. ويؤكد المهنيون أن سوق المياه المعدنية ومياه المائدة في المغرب شهدت نموا ملموسا نتيجة تزايد الإقبال على شرب هذه المياه، خصوصا في أوساط الطبقة المتوسطة، حيث بلغ حجم ما يستهلكه المغاربة من المياه المعدنية ومياه المائدة المعالجة 400 مليون لتر. وتظل أسعار المياه المعدنية في المغرب مرتفعة مقارنة بالدول المجاورة، نتيجة ارتفاع الضرائب المحلية المفروضة على القطاع، وهو ما يفسر ضعف مستوى استهلاك المغاربة من المياه المعدنية، الذي لا يتجاوز معدله 20 لترا في السنة مقابل 30 لترا للمواطن التونسي، و100 لتر للمواطن الإيطالي.