اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بعدة مواضيع، أبرزها مكافحة الإرهاب في مصر، والمصالحة الفلسطينية، واحتضان مصر لمنتدى شباب العالم من 4 إلى 10 نونبر الجاري، والذكرى المئوية لوعد بلفور، فضلا عن الأزمة السورية في ضوء محادثات استانة . ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية) عن الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، مؤكدة تصميم القوات المسلحة والشرطة على تسجيل النصر على الجماعات الإرهابية وتطهير البلاد منها و"تحقيق الأمان وفرض الأمن والاستقرار اللازمين للمضي للأمام في خطة إعادة بناء الدولة الحديثة". ونشرت (الأهرام) ، بدورها، مقالا أكد فيه رئيس تحريرها علاء ثابت، أن الحرب التي تعيشها مصر ضد الإرهاب هي حرب مستمرة، وأن (طول النفس) أحد أهم عناصر الانتصار فيها، وأن رد الفعل غير المدروس، حتى وإن كان مطلبا شعبيا ليس مطلوبا في الحرب ضد الإرهاب، و أن القوات المسلحة أكدت أنها في أعلى حالات الجاهزية والتدريب والكفاءة للتعامل مع كل التهديدات التي تحدق بالوطن والمواطنين، فضلا عن ضرورة الاصطفاف خلف القوات المسلحة والشرطة لاقتلاع الإرهاب من جذوره . أما (الأخبار) فأكدت من جهتها أن الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب منذ عدة سنوات، تمثل واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها على مر التاريخ، مشيرة إلى أن هذه "الحرب التي تتخذ بعض مناطق سيناء والحدود الغربية مسرحا لها ، تدخل في إطار ما يسمى بحرب العصابات التي تعتمد على الاختباء والتخفي بين سكان هذه المناطق الذين يصبحون دروعا بشرية، إلى جانب اتباع أساليب الحروب وأبرزها تجنب المواجهات المباشرة إلا في العمليات الانتحارية والاعتماد على الهجمات السريعة الخاطفة". وبخصوص موضوع المصالحة الفلسطينية ، كتبت (الأخبار) تحت عنوان "المصالحة طريق وحيد أمام الفلسطينيين"، أن تسلم حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية معابر قطاع غزة تنفيذا لاتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي (فتح) و (حماس) ، الذي تم برعاية مصر، "خطوة مهمة تفتح الباب للإجراءات المنتظرة للتعامل مع المشاكل التي يعاني منها أهل قطاع غزة، وإعادة الحياة للنشاط الاقتصادي وتحسين ظروف المعيشة لمليوني فلسطيني قاسوا طويلا من آثار الحصار الإسرائيلي والانقسام في الصف الوطني الفلسطيني". وفي الشأن المحلي، اهتمت الصحف بمنتدى شباب العالم الذي تحتضنه مصر من 4 إلى 10 نونبر الجاري بمدينة شرم الشيخ ، مسلطة الضوء على بدء توافد وفود شباب العالم إلى المدينة. ونشرت (الأهرام) بهذا الخصوص، مقالا أكد فيه كاتبه، أنه إذا كانت أعمال المنتدى "تتجه إلى التنمية الحضارية من خلال تقوية الإبداع في كل مجال ودعم القواسم المشتركة بين شباب العالم، فإن أساس تنفيذ هذا كله يتطلب حياة آمنة تنعم بالسلام وتقضي على الإرهاب الذي ينحرف بالأفكار والذي صار في السنوات الأخيرة طاعون العصر والوباء الذي تعاني منه دول البشرية"، مشيرا إلى بدء توافد شباب العالم إلى شرم الشيخ "وهم يحملون الهموم المشتركة بين الدول وفي مقدمتها التنمية الحضارية التي تفتح فرص العمل والأمل والإبداع". وفي السعودية، تطرقت يومية (الوطن الآن) إلى محادثات أستانا بين أطراف الأزمة السورية، وقالت إن الوثيقة النهائية للجولة السابعة من المشاورات السورية نصت على أن الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد الشهر المقبل، مشيرة إلى "سعي روسيا إلى اقتناص الفرصة وإيجاد حلول للأزمة السورية، بعيدا عن القوى الفاعلة في المنطقة، وأبرزها تركيا وإيران". وأوضحت الصحيفة أن هذا التحرك الروسي يأتي بعد أن سارعت موسكو إلى الإعلان عن موعد ل "الحوار الوطني" في ال 18 من نونبر المقبل، ونشر قائمة بالمدعوين، "في خطوة ترجمت على أنها انفراد روسي بالأزمة السورية، وعدم وجود رغبة بمشاركة القوى الفاعلة فيها". وبخصوص الذكرى المئوية لوعد بلفور الذي منح للإسرائيليين وطنا على حساب ، أكد مقال في يومية (الجزيرة) أن بريطانيا "وعدت ومنحت أرضا ليست أرضها، وشردت شعبا، واستقدمت غرباء جمعتهم من شتات الأرض، ثم ساعدتها على إيجاد كيان استعمار استيطاني تحول إلى دولة بمساعدة دول الغرب الكبرى وروسيا". وشدد كاتب المقال على أن البريطانيين "يتحملون مسؤولية سياسية وأخلاقية بأن يعيدوا للفلسطينيين حقوقهم المشروعة التي ساعدوا الإسرائيليين في سرقتها، ومعالجة الجريمة السياسية التي ارتكبتها بريطانيا، التي عليها اليوم وبعد مئة عام أن تكفر عن فعلتها وتعوض الفلسطينيين عن تلك الجريمة بالعمل بصدق وشرف لتحقيق الدولة الفلسطينية". وفي الشأن اليمني، أوردت صحيفة (عكاظ) أن الحكومة الشرعية "تتحفظ على مبادرة تعتزم بريطانيا طرحها لإحياء العملية السياسية في اليمن، والعودة للمفاوضات ووضع حلول للوضع الإنساني المتردي الناتج عن ممارسات الميليشيات الانقلابية"، موضحة أن هذه المبادرة ترتكز على الجانبين الانساني والسياسي. ونقلت الصحيفة عن "مصدر يمني رفيع قوله إن المبادرة التي تعدها بريطانيا وأبلغنا ببعض أفكارها تتجاهل الجوانب العسكرية التي تشكل أولوية لإنهاء الانقلاب والولوج إلى الشق السياسي"، مسجلا في هذا الصدد دعم بعض الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لموقف الحكومة اليمنية من المبادرة البريطانية. وفي الامارات العربية المتحدة،كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان" "أستانات" و”جنيفات” ..ان الجولة السابعة من المباحثات السورية بالعاصمة الكازاخية “أستانا” انتهت كسابقاتها عمليا "دون أي تقدم ملموس، وفي الوقت الذي يتم البحث فيه عن آلية يمكن أن تثمر أي كسر للجمود، يتم الحديث عن جولات ثانية مثل “جنيف” وسوتشي و”حميميم” وغيرها، وهي التي لم تعد تلقى أي اهتمام من المواطن السوري الذي يبدو أنه فقد الأمل في الوصول إلى حل سياسي ينهي دوامة كارثية متواصلة منذ قرابة ال7 سنوات". واعتبرت الصحيفة ان "القضية الأشد أهمية بغية الخروج من متاهات أستانا وجنيف وغيرها وعملية الهروب إلى الأمام تبقى كيف يمكن الوصول إلى توافق أمريكي روسي يسرع إنجاز هذا الحل، لأنه في غياب التفاهم بين واشنطنوموسكو فلا حل يمكن رؤيته في الأفق، وستبقى أروقة أستانا وجنيف بلا فاعلية وربما تقتصر في فترة لاحقة على استعراضات إعلامية ومنصات تقتصر مهمتها على تبادل الاتهامات". من جانبها توقفت صحيفة (الاتحاد) في افتتاحيتها عند الاحتفال ب"يوم العلم" بالإمارات أمس الخميس ،معتبرة هذا الاحتفاء، الذي يتزامن مع ذكرى تولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ، مقاليد الحكم، "شعبيا بامتياز.. تلقائيا عفويا بكل ما في العفوية من معنى.. الكل كان إماراتيا بالأمس.. لا فرق بين مواطن ومقيم.. بين صغير وكبير" . وفي قطر، ركزت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، على الشق المتعلق بالتداعيات السلبية للأزمة الخليجية الراهنة على الطلبة القطريين الذين كانوا يتابعون دراساتهم بالدول المقاطعة لقطر، بينما واصلت، على مستوى الملفات الدولية تناول، "مائوية وعد بلفور" والاحتفال البريطاني الرسمي بالمناسبة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الوطن)، بقلم أحد كتابها تحت عنوان "أما من وعد عربي مضاد لوعد بلفور ؟"، أن "اغتصاب فلسطين وبناء سد عازل في قلب العالم العربي هو الوجه المباشر للوعد، الذي وقعه وزير الخارجية البريطاني اللورد آرثر بلفور يوم 2 نوفمبر 1917" ، لافتة الى أن هذا الوعد "لم يتأسس على أسطورة "العودة إلى أرض الميعاد"، التي تتبناها الحركة الصهيونية، لكنه وظفها لمقتضى رؤية استراتيجية لمستقبل العالم العربي"، تعود جذورها الى فكر نابليون بونابرت، ومحركها منع أي إمكانية للتواصل والالتحام ما بين مصر والمشرق العربي؛ باعتبار أن التحاما من هذا النوع من شانه إذا حصل أن "يغير المعادلات في الإقليم ويضر بالمصالح الفرنسية عموما والاستعمارية الغربية خصوصا". وأضاف كاتب المقال أن "الورقة اليهودية" كانت بهذا المعنى "الحل الممكن لتحجيم مصر ومنع قيام عالم عربي أو إسلامي متماسك"، وأن وعد بلفور "لم يكن سوى الصيغة التنفيذية لذلك التخطيط، الذي أخذ مداه مرحلة بعد أخرى حتى نكبة 1948 وما تبعها من حروب وصدامات وانكسات وانحدارات وصولا إلى (...) عالم عربي متشظي"، مشددا على أنه لا مفر أمام مشهد عربي هذا مآله من البحث عن صياغة من قلب العالم العربي ل"وعد مضاد، يترافق مع عمل دوؤب ونضال من أجل صناعة مستقبل أفضل". وفي الأردن، تناولت الصحف الذكرى المئوية ل"وعد بلفور"، حيث توقفت صحيفة (الدستور) عند المسيرات الغاضبة التي انطلقت أمس سواء من داخل فلسطين أو خارجها، للتذكير بجريمة بريطانيا ضد الشعب الفلسطيني والتي تمثلت بمرور مائة عام على الوعد المشؤوم بإقامة وطن لليهود في فلسطين. وأشارت الصحيفة إلى أن طلبة المدارس، وفي خطوة لافتة، سلموا القنصلية البريطانية في القدس مائة ألف رسالة إلى رئيسة وزراء بريطانيا، عبروا فيها عن رفضهم لوعد بلفور وطالبوا بريطانيا بالإعتذار عن الجريمة. وفي السياق ذاته، أوردت صحيفة (الرأي) تصريحا لوزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، قال فيه تعليقا على الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، إن ذلك يعد "محطة سوداء في تاريخ الإنسانية التي لن تنسى هذا اليوم المشؤوم حيث تم فيه تشريد شعب من أرضه وخلق أزمة ما زالت مستمرة ليومنا هذا". وأكد في هذا الصدد، أن الأردن ما زال يضع كل قدراته ووسائل تأثيره وبشكل مستمر في خدمة القضية الفلسطينية ومطلبها العادل والمشروع بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مذكرا بأن غياب العدالة يؤثر على الأوضاع والإستقرار بالمنطقة، ويساند الإرهاب ويغذي بيئة التطرف فيه. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الغد) حول الأزمة بين بغداد وأربيل، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تدخلت أمس بين الجانبين لوقف التصعيد ولتجنب الاشتباكات، إثر رفع حالة التأهب بينهما، وانهيار المفاوضات التي بدأت الأسبوع الماضي، وذلك بعد اتصالات مكثفة من مسؤولين أمريكيين. ونقلت الصحيفة عن مصادر عراقية تأكيدها أن مسؤولين أمريكيين اتصلوا بالقيادات العراقية والكردية من أجل عودة الوفدين إلى الاجتماعات، تزامنا مع طرح حكومة إقليم كردستان مبادرة جديدة للاتفاق تعتمد على المشاركة بين بغداد وأربيل في إدارة المنافذ والمناطق المتنازع عليها.