تزامنا مع أزمة موجة العطش التي ضربت إقليم زاكورة ونواحي تازة، أظهرت معطيات توفرها الوزارة المكلفة بالماء على موقعها الرسمي أن مخزون حقينة السدود الرئيسية بالمغرب ضعيف مقارنة مع الفترة نفسها في السنة الماضية؛ الأمر الذي ينذر بتفاقم الأزمة المائية في حالة استمرار ضعف التساقطات المطرية. وحسب أرقام الوزارة الوصية على قطاع الماء، فقد سجلت السدود، في مختلف الاستعمالات خلال الأسبوع الجاري، نسبة ملء لم تتجاوز 36 في المائة؛ بينما كان مخزون السدود في تلك الفترة من العام الماضي، في حدود 45 في المائة. وعلى ظل "أزمة العطش"، تسارع الحكومة، من خلال اللجنة الوزارية المكلفة بمشكل خصاص الماء التي يرأسها سعد الدين العثماني والتي تضم في عضويتها العديد من القطاعات الحكومية المعنية بالماء، إلى دراسة الخطوات التي يمكن اتخاذها مع هذا النقص في الموارد المائية. وأكدت شرفات أفيلال، كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المصدر الوحيد الذي يتوفر عليه المغرب لسد الخصاص هو التساقطات المطرية. وزادت المسؤولة الحكومية : "نحن في بداية موسم ممطر ونتمنى من الله أن يرحمنا، ونحن متحكمون إلى حد الساعة في الوضعية التي تبقى غير مقلقة"، وأوضحت أفيلال أن الخصاص الذي تم تسجيله في بعض المناطق في الجهة الشرقية وجهة تانسيفت خلف أضرارا فلاحية، وأشارت إلى أن أزمة الماء تتطلب تقنين السقي وإعطاء الأولية للماء الصالح للشرب. وكان رئيس الحكومة قد قال، خلال اجتماع اللجنة التي أمر الملك محمد السادس بتشكيلها للانكباب على معالجة خصاص الماء الصالح للشرب، إن "بعض المناطق تعاني بعض الانقطاعات في الماء، ومن واجبنا إيصال الماء إلى المواطنين"، مضيفا "هذا واقع لا يجب أن نغفله، حيث ما زالت مناطق من المغرب تعاني من نقص في الماء". وشدد العثماني على أنه "لا يمكن نكران وجود مشكل للماء في المغرب"، ودعا المسؤولين إلى "التعامل مع الواقع كما هو وبصراحة وعدم التغاضي عن المشاكل والاعتراف بوجودها حتى ننجح في معالجتها بكل مسؤولية وواقعية". وأكد رئيس الحكومة أن تقريرا حديثا توصل به من كتابة الدولة المكلفة بالماء يكشف النقص الحاد في المياه الذي ستواجهه العديد من الدول بحلول 2040؛ وذلك في ظل التغير المناخي في العالم، الذي سيجعل المياه أكثر ندرة في المناطق الجافة.